من التعلق بهذة الدنيا وشهواتها … وزهدوا بكل
ما سِوى الله تعالى … والجواب أنهم عَلمُوا أنهم
في هذه الدنيا التي لا تساوي جناح بعوضة غير
مُستقرين إنما هُم عابري سبيل فباعوا أنفسهم
لِلوَاحِد الأحَد جَلَّ جَلَاله … فشغلوا أوقَاتَهُم بِهِ”
وَأفنُّوُا وجُودَهُم بمحبتهِ وذِكرِه ــــ وطلب رِضاه فَألجَأهُم إليه …. وجَعَلهُم مِـنَ المُصطَفيَّنَ لدَيَّه”
حتى إطمأنت قُلوبهُم” وعلموا يقيناً أنَهُ الوحيد
الـذِي يَضُّرُ وَيَنفَع وَيُعطِي وَيَمنَع فَتَرَفَّعُوا
عن جَهلِ الجاهلين وَعبَث العابِثِّين .. فمَن عاش
مع الله حُبَاً وقُرباً ــ لا يرضى بالعيش مع غيره”
ومن شَغَل قلبهُ بمحبة الله”لا وقت لديه لِيُشّْغَل
بِدنيا فَانِيّة ـــ حتى ولا بِآخِرَة بَاقِيَّة” ويكون كُلَ
هَمَّهُ وَشُغْلَهُ” كيف يُرضِي مَحبُوبَهُ وَيتَقَرَّبُ إليّْهِ”
كتاب روض الرَيَاحِيِّن
شهيرة النجار