الطريق الي الله

وقعت في قلبه حكايات لا تستهينوا بالكلمات

شارك المقال

‏مر عبد الله بن مسعود ذات يوم بالكوفة، فإذا فتيان قد اجتمعوا يشربون الخمر، ولهم مُغن يقال له «زاذان» يُغني، وكان حسن الصوت!


‏فقال عبد الله بن مسعود : ما أحسن هذا الصوت لو كان في القرآن!
‏وجعل رداءه على رأسه ومضى، فسمعه «زاذان»، وقال: من هذا؟
‏فقيل له: عبد الله بن مسعود صاحب رسول اللہ ﷺ!


‏فكسر «زاذان» العود، وجعل يركض حتى أدرك ابن مسعود، وتاب، ولازمه حتى تعلم منه القرآن، وصار إماماً في العلم، وروى الحديث عن جمع من الصحابة منهم ابن مسعود وسلمان الفارسي!
‏ما أحسن هذا الصوت لو كان في القرآن!
‏كلمة حلوة حانية نقلت «زاذان» من الطرب إلى القرآن، ومن العود إلى كتب الحديث، ومن الطبلة والمزمار إلى حِلق الفِقه!
‏، فإنها تصنع بشراً آخرين، تُغيرهم جذرياً، وتقلبهم رأساً على عقب!

‏كان البخاري في أول شبابه يحضر مجلس إسحاق بن راهويه، فقال إسحاق: من ينشط منكم لجمع الصحيح؟!
‏فوقعت مقولة إسحاق في قلب البخاري، فشمّر عن ساعديه، وكتب لنا أصح كتاب بعد القرآن الكريم، ليكون كل هذا في ميزان ابن راهويه بكلمة قالها!

‏وكان الشافعي في أول شبابه مقبلاً على الشعر، فقال بيتاً عذباً عند كاتب مصعب الزبيري،
‏فأعجبه ذلك من الشافعي ورأى فيه ذكاء وفهماً،
‏فقال له: أين أنت من الفقه يا شافعي؟!
‏فوقع ذلك في قلب الشافعي، فشمّر عن ساعديه، وملأ الأرض علماً وفقها، ليكون كل هذا في ميزان كاتب قال كلمة طيبة!

‏وكان الذهبي في أول شبابه يدرس عند الإمام البرزالي، فطلب منه البرزالي أن يكتب له رسالة، فلما قرأها، قال له: يا شمس الدين الذهبي إن خطك يشبه خط المُحدثين!
‏فوقع ذلك في قلب الذهبي، فشمّر عن ساعديه، حتى صار إمام المسلمين في الجرح والتعديل، ثم أخرج لنا سير أعلام النبلاء، ليكون كل ذلك في ميزان البرزالي بكلمة واحدة قالها!

‏وجهوا الطاقات، وضعوا الأقدام على أول الطرق،

‏فقد يمشي أحد ما طريقاً في خير لا ينقطع حتى يوم القيامة، وتجني أجر كل هذا الخير، بكلمة واحدة تقولها!

شهيرة النجار

وسوم