1 ـ عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل: يا رسول الله أنصره مظلوماً فكيف أنصره ظالماً؟! قال صلى الله عليه وسلم: تمنعه من ظلمه فذلك نصره) رواه البخاري. قال ابن بطَّال: “النَّصْر عند العرب الإعانة، وتفسيره لنَصْر الظَّالم: بمنعه من الظُّلم، من تسمية الشَّيء بما يؤول إليه، وهو من وجيز البلاغة”.
2 ـ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المسلمُ أخو المسلم، لا يَظْلِمُه ولا يُسْلِمُه، ومَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه، ومَن فرَّجَ عن مسلمٍ كربةً فرَّجَ اللهُ عنه كربةً مِن كُرُبَاتِ يومِ القيامة، ومَن ستَرَ مسلمًا ستَرَه اللهُ يومَ القيامة) رواه البخاري.
قال ابن حجر في “فتح الباري”: “قوله: (لا يَظْلِمه) هو خَبَر بمعنى الأمر، فإنَّ ظُلْم المسلم للمسلم حرام، وقوله: (ولا يُسْلِمه) أي: لا يتركه مع مَنْ يُؤذيه، ولا فيما يُؤذيه، بل يَنْصُره، ويدفع عنه، وهذا أخصُّ مِنْ تَرْك الظُّلم”.
3 ـ عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع: أمَرَنا باتباعِ الجنائزِ، وعيادةِ المريضِ، وإجابةِ الداعي، ونصرِ المظلومِ، وإبرارِ القسَمِ، وردِّ السلامِ، وتَشميتِ العاطسِ، ونهانا عن آنية الفضة، وخاتَم الذهب، والحرير، والدِّيباجِ، والقسِيّ (الثِّياب المَصنوعَة مِن كَتَّانٍ مَخلُوطة بالحَريرِ)، والإستبرَق) رواه البخاري.
4 ـ عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ نصرَ أخاهُ بالغيب نصره اللهُ في الدنيا والآخرة) رواه الطبراني. والمُرادُ بنُصرتِه بالغَيب: أنْ يَمنعَ غِيبتَه، وألَّا يَتَناوله مع مَن ذَكَرَه بسُوءٍ في غِيابِه، بل يَدفَع عنه، فمَن فَعلَ ذلك كان جَزاؤه أنْ ينصره اللهُ في الدُّنيا، فيُسخِّرَ مَنْ يَدفَع عنه ويَنصره بمِثل الذي نَصَر به أخاه المسلم في غِيبتِه، وفي الآخرة بأنْ يَجْعل الله له الأجر والثَّواب على ذلك..
5 ـ عن جابر بن عبد الله وأبي طلحة بن سهل الأنصاري أنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما مِنْ امرئ يخذل امرًأ مسلما في موضع تُنتهك فيه حُرْمَتُه، ويُنتقص فيه مِنْ عِرْضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما مِن امرئ ينصر مسلما في موضع يُنْتَقص فيه مِنْ عِرْضِه، ويُنْتَهك منْ حُرْمَتِه إلا نصره الله في موطن يحب نصرته) رواه أحمد وأبو داود. قال صاحب عون المعبود: “والمعنى ليس أحد يترك نُصْرَةَ مسلم مع وجود القدرة عليه بالقول أو الفعل عند حضور غيبته، أو إهانته، أو ضربه، أو قتله، إلا خذله الله”.
شهيرة النجار