الإثنين, مايو 13, 2024
الطريق الي الله

الحلقة(31) من أولياء الله الصالحين بإسكندرية: كرامات سيدي ياقوت العرش وكيف كان يشفع في الطيور والبشر وقصة السلطان حسن الذي ضربه علي رأسه

شارك المقال

الحقيقة كتبت عن سيدي ياقوت العرش قبلا لكن أحد الأصدقاء الأجلاء امدني بتلك المعلومات الجليلة عنه وعن كراماته وددت ونحن في تلك الأيام التي يمر بها أهالينا في غزة بما يصعب وصفه ان أنشرها لكم لعل الله يمد علينا من نفحات أولياءه

هذه هى نبذه عن سيدى القطب الحبشى/ ياقوت العرش رضى الله عنه هو ياقوت العرشى الحبشى، القطب الكبير، العابد الزاهد العارف بالله، أجلّ أصحاب سيدى أبى العباس المرسى، وصار خليفته من بعده، وأخذ عنه العارف الكبير ابن عطاء الله السكندرى وغيره، وانتفع به خلق كثيرون، منهم الشيخ شمس الدين محمد اللبان.
وصفه الشعرانى بأنه كان إماما فى المعارف، والمناوى بقوله: كان إذا شهدتَه شهدتَ له بالولاية، وإذا شهدك أشهدَك الهداية.
فى اليوم الذى وُلد فيه بالحبشة احتفل أبو العباس المرسى بمولده بالإسكندرية، وصنع عصيدة لتلك المناسبة، وأطعمها أصحابه، وكان ذلك فى الصيف، فلما قالوا له إن العصيدة لا تكون إلا فى الشتاء، قال: هذه عصيدة ولدنا “ياقوت” وُلد ببلاد الحبشة، وسيأتيكم!
ومرت الأيام، ثم اشتراه أحد التجار مع عبيد آخرين، ولما قاربت مركبه الإسكندرية هاج البحر، وأشرفت المركب على الغرق، فنذر إن أنجاه الله أن يهب ياقوت لقطب الإسكندرية الشيخ أبى العباس المرسى، فلما نجت المركب، ودخل بها الميناء بسلام وجد بياقوت مرضا جلديا يسبب له حكة ، فاختار غلاما غيره، وذهب به إلى الشيخ، فلم يقبله، وقال: العبد الذى عيّنته غير هذا. فأحضر التاجر ياقوت، وقال للشيخ: ما تركته إلا لما ترى به.
فقال الشيخ: هذا هو الذى وعدتنا به القُدرة.
فأخذه، وأعتقه، وربّاه حتى كمل حاله، وأذن له فى التربية، وسمّاه ياقوتا العرشى، لأن قلبه كان دائماً ينظر إلى العرش، وليس بالأرض إلا بدنه، وكان يسمع أذان حملة العرش.
كان رضى الله عنه مقبول الشفاعة؛ شفع فى الشيخ شمس الدين بن اللبان لما أنكر على السيد أحمد البدوى، فسلبه علمه وحاله، حتى نسى القرآن، فصار يستغيث بالأولياء، وتوسل بجميع أولياء عصره، فلم يقبل السيد البدوى شفاعتهم فيه حتى أغاثه ياقوت العرشى وشفع فيه، قال الشعرانى: فسار من الإسكندرية إلى سيدى أحمد وسأله أن يطيِّب خاطره عليه، وأن يرد عليه حاله، فأجابه، ورد على ابن اللبان حاله.
وقد حفظ ابن اللبان للشيخ ياقوت هذا الصنيع، وتزوج من ابنته، وكان يعظِّمها إعظاما لوالدها حتى أنه عندما حضرته الوفاة، وكانت قد ماتت قبله، أوصى أن يُدفن تحت رِجليها.
وكان –أيضا- يشفع فى الطيور والحيوانات، ففى يوم جاءته يمامة فحطّت على كتفه وهو فى حلقة الدرس، وأسرّت إليه شيئا فى أذنه، فقال: نعم.. بسم الله، نرسل معك أحدا من الفقراء، فقالت: ما يكفينى إلا أنت. فقام من مجلسه، وركب بغلته، وسافر من الإسكندرية إلى مصر العتيقة، ودخل إلى جامع عمرو، وسأل عن فلان المؤذِّن، فلما حضر إليه قال له: هذه اليمامة أخبرتنى بالإسكندرية أنك تذبح فراخها كلما تُفرخ فى المنارة. فقال: صدقت، قد ذبحتهم مراراً. فقال له الشيخ: لا تعد لذلك. فقال: تبت إلى الله تعالى. ورجع الشيخ إلى الإسكندرية.
وله وقائع مشهورة تبين جزيل عطاء الله له، منها أن السلطان حسن قدم إليه من مصر زائرا، فلما أبصره خطر بباله: عبدٌ أسود اُعطى هذا؟! فلما دنا منه ضربه الشيخ على رأسه سبع ضربات، وقال: يا حسن! (إن هو إلا عبد أنعمنا عليه) سورة الزخرف-59، فعاش السلطان بعدها سبعة أشهر.
ودخل عليه شريف عليه ثيابٌ رثَّة، فوجده بثياب غالية عالية، فقال: أنت يا مُقلَّب الشفاتر، يا مشقّق الحفائر بهذا الحال، وأنا بهذا الحال؟! فقال له ياقوت: لعلك نهجت نهج آبائى فحسبوك منهم، فأنزلوك منزلتهم، ونهجت أنا نهج آبائك فحسبونى منهم، فأنزلونى منزلتهم.
ودخل عليه شريف آخر، فرأى الناس يقبلون رِجله، ولا يلتفتون إليه، فأخذ فى نفسه من ذلك، فقال له ياقوت: إن كوارعى لو قُطعت لا تساوى درهمين فى السوق، ولكنى لما تبعت طريق سلفك الطاهر اكتسبت الشّرف، وأنت لما خالفت سلفك فى أخلاقهم وتخلّقت بالرذائل اُهنت. فأُسكت الشريف ولم يجد جوابا.
كان –رضى الله عنه- جم التواضع، كثير الهضم لنفسه.. قابله بالإسكندرية الرحّالة الشهير ابن بطوطة، وكان لابن بطوطة ولع كبير بمقابلة الأولياء، فلم يتكلم معه إلا عن شيخه أبى العباس المرسى وشيخه أبى الحسن الشاذلى.
كان شيخه أبو العباس المرسى يُثنى عليه ويقول فى حقه: هذا هو الياقوت البهرمان.وقال عنه الشيخ مكين الدين الأسمر: رأيت نور الولاية عليه. وقال عنه ابن أيبك: كان شيخاً صالحا، مباركا، ذا هيبة ووقار، وكان يُقصد للدعاء والتبرك، ولم يخلِّ بناحيته مثله.
زوّجه شيخه أبو العباس المرسى من ابنته، فكان يعظِّمها غاية التعظيم، وكان إذا دخل عليه أحد من الأكابر وهو يكلمها لا يقطع حديثها حتى تُكمله، ويقول: بنت شيخى، اعذرونى.
كان يقول: أنا أعلم الخلق بلا إله إلا الله (أى بالتوحيد).
ويقول: على الفقير أن يعظِّم الناس بحسب دينهم لا بحسب ثيابهم.
ومناقبه رضى الله عنه كثيرة مشهورة..
توفى ودُفن بالإسكندرية، ومقامه تقصده الناس كبيرهم وصغيرهم للزيارة والتبرك. وصف على مبارك المسجد والمقام فى زمنه بأنه كان قد تهدّم وهُجر، فجدده أحمد بك الدخاخنى شيخ طائفة البنائين بالإسكندرية سنة 1280هـ= 1864م..
ولقد أعيد بناء مسجده وتوسعته مؤخرا فى بناء شامخ بجوار مسجد شيخه أبى العباس المرسى، وهو مسجد كبير يقع بميدان المساجد الشهير المطل على البحر بمنطقة الأنفوشى بالإسكندرية، إلى الغرب من مسجد أبى العباس المرسى، ومسجد صاحب البردة الشريفة الإمام البوصيرى رضى الله عنهم وعن جميع أولياء الله الصالحين.
عن تاريخ وفاة الشيخ قال الأستاذ محمد فتحى أبو بكر، محقق طبقات المناوى: وقد اختُلف فى تاريخ وفاته، فذكر الشعرانى فى طبقاته، وعلى مبارك فى خططه، أن وفاته كانت فى سنة سبع وسبعمائة هجرية. وذكر السيوطى فى حُسن المحاضرة، وابن العماد الحنبلى فى شذرات الذهب، وابن حجر فى الدرر الكامنة، واليافعى فى مرآة الجنان، وابن الملقن فى طبقات الأولياء، أن وفاته كانت فى ليلة الثامن عشر من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة (732هـ) عن ثمانين عاما، وهو المرجّح لدينا، ودُفن فى مسجده بالإسكندرية، وقبره مشهور يُزار. وقد وُسِّع مسجده وجُدِّد حديثاً بصورة تليق بمكانة هذا القطب الكبير رضى الله عنه وعن صديقه سيدى أبى العباس المرسى

شهيرة النجار

Welcome to حكايات شهيرة النجار

Install
×