أرشيفمقالات

خطايا محافظى الإسكندرية

شارك المقال

منذ أن جاء المحافظ الأسبق للإسكندرية اللواء طارق المهدى وفعل ما فعله من تصرفات خاطئة لم يحاسبه عليها أحد للآن، وأنا أكتب عن النصائح التى ينبغى أن يسير عليها أى محافظ قادم للمدينة حتى لا تنتهى تجربته بالفشل كما فشلت تجربة المهدى فشلا ذريعا.. فلما جاء المحافظ السابق هانى المسيرى تقدمت إليه بالنصائح التالية حتى لا يتحول ما يفعله لخطايا رسمية.

رجال الأعمال

نصحت المسيرى رغم اعتراضى على اختياره محافظا، وأعلنت ذلك صراحة لمن اختاره عادل لبيب وزير التنمية المحلية السابق وطالبته وقتها بأن يمنع اسم المسيرى من حلف اليمين واختيار بديل لأنه أمريكى الجنسية ورجل أعمال وناعم اليد وله أهل وأقارب وأصدقاء وعلاقات وأن تركيبة عقليته ستحكمها المصالح الاقتصادية فى المقام الأول، ولم يستجب لبيب لما ذكرته، ورمى به عرض الحائط قائلا: خلاص الأسماء فى الرئاسة رغم اعتراضى عليه! فقد نحيت الرفض جانبا ونصحته بأن يبتعد عن أسماء معينة من رجال الأعمال، منهم اسم معين أنشأ لنفسه جمعية لتنمية الإسكندرية، واستحضر أصدقاءه من رجال الأعمال الذين لبعضهم مصالح والبعض الآخر مشاكل يريد أن يحلها وغالبيتهم مقاولون أو شركاء فى شركات مقاولات ومطاعم وخلافه، وجعلهم رؤساء للجان، منها لجنة الإسكان ولجنة الصحة ولجنة التعليم ولجنة الإعلام، واستحضر المحافظ الأسبق واحتضنه ومنحه الحب والرعاية والعزومات والصداقة داخل فندقه الشهير وداخل فنادقه الأخرى بالكنج مريوط وقصوره مقابل منحه صلاحيات المحافظ، نعم يا سادة تم منح رجل الأعمال الشهير صلاحيات المحافظ فى أن يرفع سماعة التليفون ويعاتب، بل يعاقب موظفا أو رئيس حى تراخى عن جمع القمامة أو عدم تصليح ماسورة مياه منفجرة فى مكان ما، فقد كان يدير الأحياء بهاتفه حول المشاكل التى تحبط أعماله واستثماراته مدارس وجمعيات وجامعة ومستشفى وفندق وخلافه ويديرها لأصدقائه المتواجدين بالجمعية، فما كان من مثقفى الإسكندرية إلا أن أعلنوا عن غضبهم تجاه هذا الأمر من الذى يحكم المدينة رجل الأعمال وأصدقاؤه أم المحافظ؟ وهل يرضى رئيس الوزراء عن ذلك أم أن ذلك تحت بند مشاركة المجتمع المدنى للمحافظ فى رفع القمامة ومساعدة المحتاجين؟
ونسى أو ربما لم يكن يعلم السيد المحافظ الأسبق أن أسرة رجل الأعمال مدينة للمحافظة بما يزيد على 85 مليون جنيه قيمة الأرض التى تم الاستيلاء عليها، وهى ملك للمحافظة وانضمت للمول الخاص به، بل إن العائلة لا تخضع إلا لقانونها ولم يحاسبها أحد للآن، تذكرة الرسوم للسيارات التى تدخل المول لكل سيارة بدأت بـ«3» جنيهات وانتهت بـ «10 جنيهات» للسيارة، هذا إن وجد مكان بعد الدخول، وقد سألت السيد مدير المرور عن قانونية هذا الأمر فرد: غير قانونى ولم يحاسبه أحد للآن عن هذا الأمر، ولا يجوز يعنى الاستيلاء على أرض ورفض إعطاء المحافظة حقها منذ عام 2000 – هى بداية المول- وعمل رسوم دخول ولا أحد يحاسب، اللهم إلا المجلس المحلى وقتها أصدر قرارا بتحصيل قيمة الأرض، وحتى الآن لم يتم أى شيء وتجمد، وخشية فتح الملف بالإضافة لملفات أخرى فى أراضى الكنج مريوط أقيمت لجنة تنمية الإسكندرية التى خدعت المحافظ الأسبق وهات المحافظ فى مؤتمرات وندوات وتصفيق حار ويا أعظم من جاء للمدينة، وكلام كبير، وبخروج المهدى تنزوى اللجنة جانبا لأكتب محذرة المسيرى من هذه اللجنة التى لا تحمى ولا تخدم إلا مصالحها ليقع المسيرى فى الفخ ويرتمى فى أحضان رجل الأعمال وأصدقائه من رجال الأعمال وندوات ومعهم فلان وعلان وانتهى الأمر.
كذلك كان التحذير من أسماء بعض رجال الأعمال الذين يتحولون مع كل نظام أو أخذوا أراضى بدون وجه حق أو يأخذون صلاحيات كثيرة وهم كثر!

المستشارون وما أدراك!

طالبت المحافظ السابق هانى المسيرى أن يستحضر أهل الخبرة كل فى مجاله ومستشارين يعرض عليهم الأمور القانونية التى تعرض عليه حتى لا ينفرد المستشار القانونى للمحافظة بالأمر وحده، وحتى لا يتهم بالانحياز أو الجور، شكل لجنة تعليم استقدم لها «سكندرياً» كان قد تقدم ضده ببلاغات وإرضاء له استقدمه وأعطاه لجنة للإشراف على التعليم، وهو لا يمت للعملية التعليمية بصلة، بل استقدم عددا من المعارف للجنة الإعلام والإعلان والهندسة ليملأ المحافظة بالمعارف و.. وليغرقوه ويقربوا له أصحاب المصالح والأغراض وكان أشد هذه الأمور خطورة هو تقريب الاستشارى الهندسى للمحافظة رئيس المجلس المحلى الأسبق للإسكندرية ليوعز للمسيرى بضرورة تقنين أوضاع البدو فى العجمى والعامرية وتمليك هؤلاء الأراضى وضع اليد التى يقيمون عليها وتوصيل المرافق من كهرباء وماء لها.. وقد حذرت المستشار الهندسى من خطورة هذا الأمر، بل واجهته بالصور التى كان مدعوا لها مع المحافظ وهم يلتهمون خروفا أعده البدو لهم، وفى اليوم التالى صدر القرار لصالحهم، وكان الوسيط هو رئيس المجلس المحلى الأسبق لأن له أرضا بتلك المنطقة وضع يد يريد أن تتحول لتمليك وتساوى الملايين!.. هكذا كانت تدار ومازالت تدار محافظة الإسكندرية مصالح ولهف وهبر!
وقد أرسلت لأولى الأمر حول هذه النقطة الأخيرة تحديدا مذكرة تفصيلية مرفقة بالصور.

فساد وثعالب المحليات

أما الأمر الثالث الذى حذرت المسيرى المحافظ السابق منه ولم يسمع هو المحليات، وما أدراك ما المحليات! فقد نشرت أن بيت الثعابين هو المحليات، وأن عادل لبيب ظلمه بوضعه فى الإسكندرية ذات الطبيعة الخاصة فى البناء المخالف منذ ثورة يناير، التى وصلت إلى 20 ألف عمارة مخالفة وفيللات تهدم ومحلات وكافيهات يتم فتحها بدون ترخيص، وبعلم مسئولى الأحياء يطبقون القانون على من لا يدفع أو لا يعطى حتى افتضح أمرهم فى الأيام الماضية من نشر البلاغات التى كانت ترسل لهم عن العمارات المخالفة والكافيهات بدون ترخيص والإجابة عادى هكذا تعامل معهم المسيرى، تعامل بمبدأ «عدم الاقتراب» بعد أن قرر أن يغيرهم ورفض عادل لبيب وزير التنمية السابق، ترك المسيرى المدينة غارقة فى كل عشوائياتها باعة يفترشون المناطق الراقية مقابل إتاوة شرعية لموظفى الأحياء وعمائر تبنى فى شوارع لا يتعدى اتساعها مترين لأكثر من عشرين طابقا، ومدارس مخالفة ومستشفيات غير مرخصة! ويتفرغ المسيرى لحضور حفلات الأفراح لعلية القوم والأوبرا ومباريات الاسكواش ولقاءات سيدات الروتارى والأنرويل، ولم يجرؤ على فعل شيء تجاه حتى عمارة صدر لها قرار هدم ولم يتم هدمها، وعنّفه محلب رئيس الوزراء السابق، فكل شيء خارج طاقته لأن للمدينة قانونا آخر تسير عليه هو قانون العشوائية والشبكة العنكبوتية من المصالح والفساد التى جعلت رئيس الجمهورية يخرج عن شعوره فى خطابه الأخير ويؤكد أن الإسكندرية أكثر مدينة فى مصر مليئة بالفساد، والمخالفات فيها لا توجد فى أى محافظة أخرى، ذلك الفساد الذى جعل رئيس الجمهورية يحضر منذ الفجر ويرى على الطبيعة ما حل بالمدينة وصرفها وعماراتها المخالفة وسرقة أراضيها وكل بلاويها، لذا أى محافظ قادم يجب أن يكون مذاكرا للدرس جيدا وأن يعرف كل المشاكل وكيف يتصرف مع كل كارثة فيها، لكن مع الأسف نحن نحتاج لخارق فوق العادة بعد تراكمات المصائب التى خلفها محافظون سابقون بدأوا بالتجاوزات التى أعطاها المحجوب للمقاولين من ارتفاعات فوق الحد ووصولا للبيب الذى هدم الأرصفة وأغلق دون أن يدرى مجرى المياه للأمطار وإعطاء صلاحيات وأرض تخصيص لابن هيكل فى النوبارية جعلته يغلق مجرى الصرف من قطر خمسين مترا إلى قطر تسعة أمتار، ثم العمارات المخالفة منذ ثورة يناير بعشرات أضعاف أحمال المدينة ليستيقظ الجميع على غرق الماريا التى كان ترابها زعفران.

شهيرة النجار