كان صناع السينما والدراما فى الزمن الجميل يتمنوا موافقة الفنان صاحب التاريخ الطويل والأعمال الناجحة ان يظهر “كضيف لتشريف”العمل بالمشاركة فيه ولو بلقطة واحدة- ليضيف قيمة له، وبالطبع كانوا “يضييفوه” بان يكون حواره يحتوى على مغزى أو حكمة أو تلخيص جوهر القصة.
وكذلك الفنان المشارك الذى يعتز بتاريخه فقد كان يشارك إذا إستشعر قيمة الدور كإضافة للعمل وليس ظهور وخلاص ويوافق ان يظهر فى مشهد قصير للمجاملة – وده شئ موجود من قديم الأزل – لكن بدون التغافل عن أهمية القيمة المقدمة، حتى لو فى اللايت كوميدى (بلغة اليوم).
وأشهر مثال لضيوف الشرف اللى ظهروا فى مشهد واحد كانوا عمالقة الفن فى مصر يوسف بك وهبى وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عندما شاركا فى فيلم غزل البنات مع نجيب الريحانى وليلى مراد وأنور وجدى.
وعلى فرض ظهورهما كان مجامله، لكن أيضاً كان إضافه حتى بالمشهد القصير لم يقلل من قيمتهم وتاريخهم كلمات يوسف بك “ما الدنيا إلا مسرح كبير”، وأغنية عاشق الروح لعبد الوهاب لخصا فكرة قصة الفيلم بعبقرية حكمة مازلنا نرددها، وأغنية إضافت للعمل وتعد من روائع تاريخنا الفنى.
وبالمثل، شاركت السندريللا سعاد حسنى فى ١٩٨٦ فى دور صغير فى فيلم عصفور الشرق عن قصة الكاتب الكبير توفيق الحكيم الذى ظهر بشخصه فى الفيلم شاركت سعاد حسنى بدور ريم الخرساء التى لم تنطق بكلمة واحده لكن اداءها ونظراتها كانت رمز للغموض والحيرة والقلق والخوف والجمال فى آن واحد. دور لم يكن ليؤديه سوى فنانة مثلها متمكنة من أدواتها دور أضاف لها بالرغم من قصره.
أيضاً فى فيلم “كلمة شرف” ظهر الفنان رشدى أباظة فى لقطة واحدة فى آخر الفيلم فى دور اللواء الذى ذهب للتفتيش على أحمد مظهر مدير السجن وفريد شوقى المسجون إخيار يتناسب مع الدور والأبطال الأساسيين.
فى فيلم “البحث عن فضيحة”، حكى سمير صبرى لعادل إمام قصص أصحابه التى جسدها كثير من ضيوف الشرف من النجوم كلا بقصة لطيفة وإشتهرت جملة “واحد صاحبى ماتعرفهوش”!
حتى فى فيلم “مافيا” ظهور حسين فهمى فى لقطة واحدة بشخصيته ومقابلته بأبطال الفيلم فى أسوان كانت هامة أضافت كلماته معنى كبير لبث روح الوطنية.
والأمثلة الإيجابية كثيرة جداً.
لكن ما مفهوم ضيف الشرف الآن؟
اخشى إن يكون قد إختلف عن السابق ويحتاج إعادة نظر.
… وللحديث بقية
شهيرة النجار