في ذكري ميلاد الزعيم الراحل محمد أنور السادات المولود في 25 ديسمبر 1918 نحكي قصة عن رده للجميل من أواه وهو مشرد هارب من المعتقل في 1944
السادات الجدع ابن البلد
الرئيس السادات ذهب إلى كفر دمرو
بالمحلة ليحضر حفل زفاف ابنة السائق محمود صادق سنبل ابن قرية دمرو الذي آواه في بيته أثناء هروبه من المعتقل لمناهضته الإحتلال الإنجليزى في أربعينيات القرن العشرين، وحينما حضر الرئيس السادات حفل الزفاف طلبت منه العروس أن يكون وكيلها لكنه رفض وقال لها لابد أن يكون وكيلك هو والدك، واكتفى يومها بالتوقيع كشاهد على عقد القران.
وما حدث أن الحاج محمود صادق سنبل سائق دمرو مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية كان قد استضاف الرئيس السادات بمنزله يومين، وفي تلك الفترة كان السادات يعمل عتالا على سيارة سائق دمرو بعد هروبه من المعتقل سنة 1944م، والمثير للدهشة أن الرئيس السادات كتب قصته مع سائق دمرو في جريدة مايو بعددها الذي صدر في يوم 3 مارس سنة 1981 تحت عنوان “عرفت هؤلاء”، حيث كتب الرئيس السادات أنه هرب من المعتقل في ليلة ممطرة في سنة 1944، وأنه كان مشردا ولا يملك قوت يومه حين التقى سائق دمرو الذي آواه في بيته.
وتناول الرئيس السادات في مقاله شهامة هذا الرجل وروحه المصرية الأصيلة، وذكر أنه لا يعلم هل هذا الرجل الشهم حي أم ميت، وأنه لم ولن ينسى ما فعله معه أبدا، وحين علم الحاج محمود صادق سنبل بما كتب عنه في جريدة مايو ذهب لزيارته في رئاسة الجمهورية، ويومها دعاه لزيارته في بيته بقرية دمرو وحضور زفاف ابنته، وبالفعل ذهب السادات إلى قرية السائق لحضور زفاف ابنته بطائرة هوليكوبتر، واعتبر ذلك جزءاّ من رد جميل السائق الذي آواه وقتما كان بلا مأوى، وكرم أسرة السائق وسأله عن رغباته ليحققها له، ولم يطلب السائق الأصيل يومها شيئاّ لنفسه، بل طلب رصف الطريق الترابي الذي يصل قريته بالمحلة الكبرى، ووافق الرئيس السادات على الفور وأمر بتسهيل الإجراءات للسائق ليذهب لأداء فريضة الحج.
وقد فرح أهالي قرية دمرو وما جاورها من قرى بزيارة الرئيس السادات، وزادت فرحتهم بعدما طلب الرئيس من المسئولين أن يهتموا بالقرية وما جاورها بإنشاء عدد من المشاريع الخدمية بهذه القرى كجزء من رد الجميل للمصري الشهم الأصيل الحاج محمود صادق سنبل كما قال السادات عنه، ولكن لم تكتمل فرحة أهالي قرية دمرو، وذلك لأن الرئيس السادات تم اغتياله بعد شهور قليلة من زيارته لهم، ولأن أهالي القرية اعتبروه ابن قريتهم رغم أنه لم يولد بها، فهو مولود في المنوفيه
فقد أقاموا سرادقا كبيراً للعزاء استقبلوا فيه المعزين من البلاد المجاورة لهم، أما المؤسف حقا فهو أن جميع المشروعات التي أمر بها الرئيس السادات لخدمة دمرو وما جاورها من بلاد قد توقفت بعد وفاته.
شهيرة النجار