قد يسوق إليكَ تأخيرًا لِأمرِك سنةً ؛ لئلا تتوقف بعدَهَا الخيرات عنك دهرًا..
قد يأخذ منك مقدار حبة مِن خردلٍ من رزقٍ ؛ ليغمرك بمِداد البحر أجرًا..
قد يُذيقك ألم الوَحشَةِ ليلًا ؛ ليفتح على قلبك بابًا للأُنسِ به لا ينقطع سرمدًا.. قد يُباعِد بينك وبين ما تمنى قلبك حِينًا ؛ ليختبر صبرك فيتركهُ لكَ أبدًا..
قد يقطع عنك رسائلهُ أمَدًا ؛ ليأتي بك إليه چَرًا..
قد يتركك تنادي طويلًا ظانًا أن صوتك لا صدى لهُ عِندَه ؛ لِتُطيل النداء فيزداد الدعاء فيعظُم العطاء..
قد يَكتُب عليكَ قدرًا لم تتصور أن يكتبهُ عليكَ يومًا ؛ لأنه يُخبئ لك بعده رزقًا لم تتوقعه أيضًا..
قد يقطع أسبابك جميعها فتظنه يُعَجِّزُك ؛ وهو الذي يرفعك لدرچة المُضطر فيُچيب حينها دعاءك ويُلبي حاچتك..
قد يتركك للأيام تأكل جدران قلبك يأسًا دون إچابة، لأنه يعلم مدى حلاوة الچبر بعد اليأس من النصر ، فيكتب لك أجر الصبر وحلاوة الچبر..
قد يرآك نائمًا قانطًا مِن رحمته ساخطًا على قدره ، ثم يُوقِظ عبدًا صالحًا مِن عباده في ثلث الليل يذكرك فيدعوا لك غيبًا..
قد يفعل الله لكَ شيئًا تتعجب (لماذا حدث) ؟!
ولماذا (في هذا التوقيت بالتحديد) !
قد يحتار عقلك ، بل حتمًا سيحتار عقلك في فهم كثير مِن الأحداث ، إلى أن يؤذن لكَ بِرؤية الله في أقداره ، رؤية أثآر رحمة الله في قضاءه ، رؤية يدِ الله التي تعمل في الخفاء..وما كان الله لِيُضِيع إيمانكم .. إن الله بالناس لرؤوفٌ رحيم .. لرؤوفٌ رحيم .. لرؤوفٌ رحيم
شهيرة النجار