أرشيفسير ذاتية

كيف اكتشف بليغ حمدى سمير سرور ومحمد منير؟

شارك المقال

لا أريد أن أخرج من هذا العدد ولا سبتمبر قبل أن أقدم التحية السنوية لعاشق مصر وملحنها المفضل الراحل بليغ حمدى، فقد اعتدت فى سبتمبر من كل عام، بالتزامن مع ذكرى رحيله فى فصل الخريف وتساقط أوراق الأشجار، التى سقطت فيها ورقة اللحن الخالد لعبقرى التلحين بليغ حمدى، أن أحكى فى ذكراه التى حلت فى 12 سبتمبر الماضى عن اكتشافه لعاشق الساكس سمير سرور ولصوت مصر الكينج محمد منير.

نشرت مجلة «الشبكة» اللبنانية، التى كانت أوسع انتشارا حتى بدايات التسعينيات من القرن الماضى حكاية على لسان الصحفى اللبنانى الذى كان فى زيارة للقاهرة لرؤية بليغ حمدى، فاصطحبه بليغ لمنزل محرم فؤاد، وهناك انضم إليهم الكاتب والشاعر الغنائى مأمون الشناوى، ونزل الجميع للشارع ليتصادف وجود صديق لبليغ اسمه «موريس» ومعه سيارته.

فطلب بليغ من موريس سيارته وقام بالركوب والقيادة مسرعا للهرم، حيث وصل لفندق سميراميس وأخذنا جميعا معه أنا ومحرم فؤاد ومأمون الشناوى، وفى الطريق كنا نسأله «فيه إيه يا بليغ؟»، كان يرد هتسمعوا حاجة غريبة، وبالفعل وجدنا شاباً ذا ملامح مصرية وأسمر يعزف على آلة الساكس كأنه رسام فى يديه فرشاة يرسم فراشات، يأخذك لعوالم غير التى أنت بها، ورغم أن تلك الآلة أمريكية إلا أن ذلك العازف جعلها مصرية صميمة.

بليغ قال للحاضرين استمعوا له جيدا، فقد عثرت عليه فى شارع محمد على بأحد الملاهى الشعبية، وتتبعت عزفه وأخذت أبحث عنه، فقالوا لى إنه الآن يعمل بفندق سميراميس، ثم قال لهم سوف أجعل له دورا مهما فى أوركسترا أم كلثوم، فى أغنية «فات الميعاد»، وذهب له بليغ ليعرض عليه العمل معه عازفا خلف الست، فرد سمير سرور: «أنا يا أستاذ أعزف خلف الست أم كلثوم، هذا كثير ولا أصدق»، فرد بليغ «هتصدق لما آخذك عندها».

وبالفعل اصطحبه «بليغ» لمنزل أم كلثوم وتركه فى مكان داخل البيت، وجلس إليها يقنعها بتلك الآلة، فردت عليه «انت اتجننت يا بليغ، إنا أدخل آلة مثل دى تعزف ورايا»، فقال لها بليغ «استمعى لها ولعزف الشاب دا أولا ثم احكمى عليه»، وخرج بليغ ليصطحب سمير سرور للست وقام بالعزف أمامها فأعجبت بالعزف وقررت ضمه للبروفات فى أغنية «فات الميعاد»، لتبدى إعجابها الشديد به ليظهر الساكس وسمير سرور لأول مرة فى أغانى أم كلثوم.

أما كيف اكتشف بليغ محمد منير كما اكتشف على الحجار، فإن القصة بدأت من عند صديق مشترك بين فاروق شقيق محمد منير وبين ذلك الصديق لبليغ، حيث كان فاروق يعشق الغناء والصديق المشترك هو الشاعر الغنائى الراحل عبد الرحيم منصور، تعرفا على بعضهما فى قنا وكان وقتها اسم عبد الرحيم منصور «زى الطبل»، كتب لوردة «على الربابة بغنى» ولحنها بليغ حمدى وقت حرب 1973.

وفهم فاروق شقيق منير قوة تلك العلاقة فطلب من عبد الرحيم أن يعرفه بـ«بليغ»، وفى ذلك الوقت كان شقيقه محمد منير طالبا فى كلية الفنون التطبيقية، وعندما حضر بليغ ليستمع لفاروق وهو يغنى كان منير يقف خلف فاروق، يردد ما يقوله شقيقه وبعد الانتهاء من الأغنية قال بليغ لفاروق أخوك محمد أفضل منك، وبالفعل اكتشفه بليغ ولحن له «اشكى لمين» وقدمه بها فى 1977.

أما ذكريات اكتشاف بليغ لعفاف راضى، صوت مصر، ادعو لى أن أقنعها أن تتحدث إلينا وتدلى بدلوها فى تلك الأسرار والحكايات. الله يرحمك يا بليغ.

شهيرة النجار