الجمعة, أبريل 19, 2024
أرشيفملفات وتحقيقات

على طريقة السادات.. قنصوة يتخلص من مراكز القوى بديوان محافظة الإسكندرية

شارك المقال

بعد مرور أقل من شهر على حركة المحافظين

المحافظ الجديد بدأ تطهير «جحر الثعابين».. وننتظر حل مشكلات عروس البحر المتوسط

فضلت أن أنتظر أسبوعين بعد إتمام حركة تغيير المحافظين، حتى أدلى بدلوى فى الأمر بعد اتضاح الرؤية، بداية من السيدة المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، التى نشرت عنها فى هذا الباب أكثر من ثلاثة مقالات، الأول عن طموحها فى تولى محافظة الإسكندرية، وكان دافعها آنذاك أن محمد سلطان المحافظ السابق لنفس المحافظة كان محافظا للبحيرة وهى نائبة له، خاصة أنها هى التى كانت تدير كل صغيرة وكبيرة، فلم لا تكون هى محافظ الإسكندرية خلفا له؟

أما الثانى، فتحدثت خلاله عن حملة التلميع والندوات التى تجرى على قدم وساق قبل حركة المحافظين التى تأخرت، وكتبت حرفيا إليها «لن تكونى محافظا للإسكندرية» وكان يقينى حول هذا الأمر ما أعلمه من خلف الكواليس، ثم جاء مقالى الأخير، الذى كان شبه بلاغ لأولى الأمر، عن إهدار المال العام من خلال البانرات التى فى حوزة المحافظة وعليها صور بالحجم الضخم للسيدة نادية عبده بدلا من تأجيرها.

وحتى ولو لم يكن هناك عرض للتأجير، كان ينبغى أن تضع أى صور لمعالم المحافظة أو الشخصيات العامة التى خرجت من البحيرة الأبيض المتوسط، مثل أحمد زويل ومصطفى الفقى وغيرهما، وها هى الأيام أثبتت أن مانشيت المقال الأخير «سبعينية العمر لن تتولى الإسكندرية» كان صحيحا، ولكن يبقى السؤال، من يحاسب على صورها فى بانرات المحافظة وقت توليها؟!..

سألنى منذ فترة بسيطة المهندس عوف همام رئيس مهرجان الإسكندرية للأغنية: ما مشكلتك مع نادية عبده؟.. فأجبت: لا مشكلة ولا يربطنى بها أى صلة، لا عملية وعائلية ولا صداقة، لكنى أرى أن اختيارها من الأساس كنائب محافظ كان خاطئا، لأسباب كثيرة، ونشرت ذلك فى عدة مقالات بجريدتى «الفجر» و«روزاليوسف».

أنا هنا أتحدث فى شأن عام، بعيدا عن المشاعر والإنسانيات، وأرى أن فترة توليها رئاسة مرفق مياه الإسكندرية قبل ثورة يناير كانت غير موفقة، بدليل طريقة خروجها منها، وكذلك فرضها على المجمع الانتخابى للحزب الوطنى فى آخر انتخابات قبل ثورة يناير لتمثل المرأة فى الحزب.

فوجئت بصمت المهندس عوف همام، فاستكملت: أنا عاتبة على حضرتك رسميا، لأنك قمت فى حفل ختام مهرجان الأغنية داخل مكتبة الإسكندرية بتكريمها، لأن هذا مهرجان أغنية وليس مهرجاناً إدارياً، كما أنه ليس مهرجانا للمرأة، وهى على العين والرأس سيدة فاضلة ولكنها محافظ البحيرة وليست حتى محافظ الإسكندرية، فما الداعى للتكريم وتحت أى بند، ماذا قدمت لمهرجان الأغنية؟

نادية عبده سيدة فاضلة، ولكن ليس مكانها العمل العام فى قطاع يحتاج لمجهودات جبارة وطاقة صحية عالية، ثم إنى آخذ عليها عندما تتواجد فى أى مكان -أنا شخصيا حضرت حفل المهرجان الذى تم تكريمها فيه- تمسك بالميكروفون وتقول «يكفينى أننى أول سيدة محافظ فى مصر»!

  • استبعاد علاء أبو زيد ومحمد سلطان رسالة للجميع

أما استبعاد علاء أبو زيد، محافظ مرسى مطروح السابق، فأظن أنه رسالة مباشرة وواضحة لكل المسئولين الحاليين، ألا يغرنكم القرب من أولى الأمر، إعطاء الثقة والصلاحيات شىء وسوء استعمالها له محل آخر، وهو ألا يكون لك مكاناً معنا، فكثيرون ذهبوا بخيالاتهم إلى أبعد مدى، وأن أبو زيد سيتولى الإسكندرية أو على الأقل سيظل سنوات محافظا لمطروح، وجاءت الرسالة واضحة دون الدخول فى تفاصيل.

أما اسم الدكتور محمد سلطان، فظل حتى آخر يوم قبل إعلان أسماء المحافظين، هو المتصدر للبقاء على كرسى محافظة الإسكندرية، والمحيطون به والمدافعون عنه أكدوا أنه الأنسب لتولى المحافظة، رجل مهذب ومريح، لا يقدم على أى خطوة إلا بعد استئذان أجهزة الدولة، لكنه رغم ذلك لم يكن ليحل مشكلة واحدة، 99٪ من القضايا الكبيرة تدخلت لحلها أجهزة الدولة المختلفة.

ملف الحديقة الدولية فى يد المنطقة الشمالية، والشواطئ وتأجيرها كذلك، العمائر المخالفة فى يد الأجهزة الرقابية، حتى إن «سلطان» كان يعلم بجحر الثعالين داخل مبنى المحافظة وألاعيب بعض الموظفين، ولم يجرؤ على المواجهة، ظل كل شىء كما هو، حتى إن أسماء كثيرة داخل مبنى المحافظة علت الأصوات بأنه يجب تغييرها، لكن كأن شيئا لم يكن.

فهل بعد كل هذا لم يخطئ محمد سلطان؟، الإجابة فى غاية التعقيد، فهى ذات شقين، الأول أن الإبقاء عليه خطأ بعد خطأ أكبر، ثانيا أنه لم يعترض على بعض رجل الاعمال، بعدما جمعوا أموالهم بغير حق من خلال تصريحات صحفية غير سليمة، تم استغلالها دعائيا وأظن أن السيد الدكتور محمد سلطان يعلم ويفهم ما أقصده تحديدا.

ولعل أبرز الأمثلة، ما تم نشره على لسانه فى العيد القومى لمحافظة الإسكندرية الماضى، إذ أشاد بأحد المشروعات التى ما زالت مشاكلها قائمة، وتم استغلال كلامه، الذى لو وجب لتمت محاسبته عليه، بعدما «اتعمل به أحلى شغل» لصالح هؤلاء، الذين أطلق هو عليهم لقب «مستثمرين».

محمد سلطان تجمل كثيرا وكثيرا، وكان يواظب مثل كل مسئول دبلوماسى على حضور اللقاءات مع رجال الأعمال و«قعدات الشاى»، تحت بند «نسمع بعض»، وأعتقد أنه حل فقط مشكلة مديرة مكتبه السيدة حنان، التى فتحت ملفها منذ سنوات وتساءلت فى صيف 2017 كيف تجمع بين راتب مكتبة الإسكندرية بكل صلاحياته وحوافز وعلاوات محافظة الإسكندرية، ناهيك عن السلطان والنفوذ.

المهم، وقتها الدكتور مصطفى الفقى لم يكن على علم بهذا الأمر، من أنها ضمن مجموعة الموظفين الدائمين، وأرسل خطابا للمحافظة، يخيّرها بين العودة للمكتبة أو البقاء بالمحافظة ونقل كل مستحقاتها هناك، وفى يوم وليلة الدنيا تم ضبطها، وأرسلت «حنان» فى شكل مغلف لى أنها اختارت المحافظة، الغريب أن بعض «ولاد الحلال» كتبوا على مواقع التواصل الاجتماعى، أن الفقيرة إلى الله «بتغير» بالإضافة إلى «شوية تمجيد» فى الأستاذة حنان.

ما علينا، الدكتور محمد سلطان تدخل حينها ليتم ترتيب حصول «حنان» على نفس الأجر من داخل المحافظة الذى كانت تتقاضاه من المكتبة، طالما أن حنان ستكون رسميا على قوة المحافظة، هذا ما وصلنا من بعض العاملين داخل المحافظة، لأنه لا توجد إجابات رسمية، وربما ذلك ليس صحيحا وأنها لا زالت تتقاضى راتبها من مكتبة الإسكندرية، فطالما لا توجد إجابة رسمية حول أمر تم إثارة الجدل فيه إذن (0000000.(

المهم الدكتور محمد سلطان عاد لعمله الأصلى بمرفق إسعاف الوزارة، رغم شائعات تصعيده ليكون وزيرا للصحة، حتى إننى عندما قرأت هذا الأمر قبل إعلان حركة الوزراء وسألت أحد المسئولين، هل هذا صحيح؟، أجاب من أين لك بهذه المعلومة؟، قلت من «فيس بوك»، فأجاب تمام.

مما أكد لى أن هناك الكثيرين ممن لهم مصالح يروجون تلك الشائعات عنه حتى تخدم أهدافهم السلطوية، لكن غالبا أنهم تناسوا أنه إذا زاد الشىء عن حده انقلب ضده، وحاليا جارٍ عمل تكريم لسلطان الأسبوع المقبل، فى إطار التعرف على المحافظ الجديد، وهو الدكتور عبد العزيز قنصوة، نائب رئيس الإسكندرية السابق لشئون البيئة، وعميد الهندسة الأسبق.

وهو واحد من أهل الإسكندرية، وأظن أننى تراهنت مع بعض المحيطين منذ حضوره أول يوم، إلى ديوان عام المحافظة كمحافظ، أن أول قراراته ستكون تغيير طاقم مكتبه، وعلى رأسهم «حنان»، وهذا ما حدث يوم الأربعاء الماضى، عندما التقى بهم وشكرهم، ثم طلب منها ومن مساعدتها التى كانت مستقدمة من مكتب محمود شمس أن يختارا أى مكان لهما بالمحافظة، وسوف يقوم بالموافقة على ذلك عدا تولى طاقم مكتبه.

واستحضر شابين لتولى سكرتارية مكتبه، أنا شخصيا ليس لى حسابات مع أحد، و«حنان» ربما آذتنى دون أن أدرى، لكن ما تعلمته أننى ليس لى معها أى خلاف سوى بقائها فى ذلك المكان، علاوة على بعض الأشياء التى تعلمها جيدًا بعض أجهزة الدولة، أنا لا أكرهها ولا أحبها، لكن بقاءها فى هذا المكان منذ وجود عادل لبيب محافظا للإسكندرية حتى الآن أعطاها من القوة والجبروت ما يعرفه الكثيرون.

كانت «حنان» ملكة غير متوجة فى الإسكندرية، علاقاتها متوطدة مع كل أكابر رجال الأعمال بالمدينة وخارجها، بحكم منصبها وبحكم القوة التى تجعل أى محافظ لا يجرؤ على الاقتراب منها أو التفكير فى تغيرها، رغم أنها مستقدمة من مكتبة الإسكندرية، علاقاتها بكل مسئولى المحافظة والمدارس والمستشفيات والهيئات والوزارات والدبلوماسيات والقنصليات والأندية.. كانت قوية للغاية.

«حنان» كانت وأعتقد ما زالت دولة داخل المحافظة، والأصوات التى تنادى الآن بسؤالها من أين لك هذا؟ أعتقد أنها أصوات لا تعى أنها تغسل يدها علنا وتتنصل منها.

إنها كانت رئيس دولة الإسكندرية غير الرسمية، والكل ينحنى لها 11 عاماً متتالية، لكن السؤال، من جعلها كذلك، ومن حماها طيلة الـ11 عاما؟، هذه هى النقطة التى لن يجيب عنها أحد، وبالتالى راحت حنان بكل القوة والنفوذ «….»، وخلاص انتهى الأمر الوحيدة اللى راحت وجت «عفاف محارم» وعادت لمبنى المحافظة موظفة تتقاضى راتبها عادى.

ونحن نكتب هذه السطور وصلنا أن المحافظ الجديد استبعد محمود شمس، مدير المكتب الفنى، وهو الموجود منذ أيام فوزى معاذ، وكنت أراه ذا نفوذاً رهيباً، فهو مسئول عن مكاتبات الوزراء وتجهيز مجلس المحافظين وتجهيز أى مادة يطلبها أى وزير من الوزراء، والخطابات المهمة التى يطلبها أى وزير أو رئيس وزراء من المحافظة، وأعلم يقينا أن محمود شمس كان يتكلم باسم المحافظ يتردد أنه كان يتكلم باسم بعض الوزراء، وكان يعلم القضايا المهمة بالمحافظة ويستدعى بعض من أصحابها ويرسل رسائل مفاوضات «أصل الدولة عايزة كذا وأحسن لكم كذا»، محمود شمس رغم خروجه للمعاش منذ 3 أشهر إلا أن سلطان أبقى عليه بنظام اليومية، لأنه «بيعمل كل حاجة».

الآن المحافظ الجديد يبعد أسماء داخل المبنى، كان عليها لغط كثير، وأعتقد بذلك أنه أكد سكندريته، لكن هل سيكمل بقية تنظيف جحر الثعابين؟.. هل سيغير فى الإدارات الأخرى؟.. هل سيبقى على المستشارين القانونيين الموجودين؟.. هل الإدارات المالية والقانونية، وحتى بعض صغار الموظفين الذين لهم كوتة سيبقى عليهم، مثل طاقم مكتب سعاد الخولى، الذين هم عبارة عن موظفين ركبوا سيارات واشتروا بيوت بـ2 مليون جنيه قبل التعويم، اتعمل معاهم ايه؟.. مبنى محافظة الإسكندرية فيه موظفون مليونيرات، أما أصوات أصدقاء حنان ومحمود شمس التى تنادى بـ«……» ابعدوا بعيد.

ولكن، ما نتمناه هو تغيير رؤوس كثيرة، بكل أسف معروف ما هو عملها، وننصحك- مع أنك يا سيادة المحافظ عارف- ياريت بلاش ندوات وروتارى وإنرويل وجمعيات، هيقولوا التحام مع المجتمع المدنى ونتعرف على خطتك وكلام من النوع ده، لكن إذا كنت محباً للشو وهذا اتهام لك من البعض ستذهب تحت بند «عيب أرد دعوة حتى لا أتهم بالغرور»، أتمنى منك ترتيب البيت وحل قضايا الإسكندرية التى أصبحت مزمنة، وألا تكون مجرد رجل عبر ليجلس على الكرسى ليحصد اللقب ودمتم.

صحيح يحسب لك أنك أقوى من كل المحافظين السابقين، منذ لبيب، وقمت بعدم «…» وغيرت طاقم سكرتارية حضرتك، أو نقل بعضهم، كانوا يرددون لى «إحنا عارفين إن كل ورقة بتتصور قبل دخول مكتبنا وكل تحركاتنا منقولة بس عادى»، على أية حال ننتظر شغل الهندسة على أرض الواقع، يا ترى سنشاهد ممشى الكورنيش مرة أخرى على يديك، هل سنرى هندسة فى «كعبلة المرور»، هل سنحل مشكلة ساعات الذورة التى أصبحت 24 بالإسكندرية، هل ستمد يد سيادتك لملفات العمائر المخالفة والتى سيتم بناؤها مجدداً، وهل لك وجهة نظر فى إعطاء الخمسة أفدنة bot لنادى اسبورتنج؟.. يارب تعمل حاجة.

شهيرة النجار

Welcome to حكايات شهيرة النجار

Install
×