تحدث المايسترو هاروت فازليان قائد فرقة الفنانة فيروز للمرة الأولى بمناسبة الاحتفال بعيد ميلادها وأكد أنه قبل أن يكون قائد فرقة الفنانة فيروز هو واحد من جمهورها، ويتمنى أن يراها دائماً على المسرح، تغنى كى يستمع لصوتها ويتفاعل معها.
وتذكر آخر لقاء جمعهما في 2010 تقريبا حينما غنت فيروز فى 5 حفلات دفعة واحدة بلبنان، وأوضح أن الكواليس كانت مليئة بروحها الجميلة وأنه شعر معها بأنه أغنى شخص فى العالم، لأنه قريب من «جارة القمر»، وقربه لها ليس أمراً جديداً عليه، لأنه تربى مع أبناء الرحبانية عاصى ومنصور وإلياس منذ أن كان طفلاً، ولم يكن فى خياله أبداً أن يصبح قائداً لفرقة فيروز لكن القدر كان له حليفاً، وعن اختلاف العلاقة بينه وبين عائلة الرحبانية بعدما صار موسيقاراً، أكد أنها لم تختلف كثيراً، لأنه يعتبر نفسه هو وزياد ابن الفنانة فيروز إخوة، وعلاقته به منذ أن كانا صغارا فى الطفولة وكانا يلعبان فى كواليس المسرح، لأن والده كان مخرجاً لكل حفلات السيدة فيروز، وبعدما أنهى دراسة الموسيقى وعاد من أرمينيا، والتقى بالفنانة فيروز لأول مرة، لم يشعر حينها بالعمر الذى مضى لأنها كانت بنفس توهجها وتألقها على المسرح».
وعن أول عمل له مع السيدة فيروز، أوضح أنه فور عودته من الخارج تلقى اتصالاً من قبل إدارة مكتب السيدة فيروز واجتمعا سوياً واتفقا على العمل، وأول حفل جمعه بالسيدة فيروز جاء له زياد رحبانى صديقه، وسمع الموسيقى وعبر عن فرحته الكبرى بما سمع، وكان هاروت سعيداً جداً لأنه يعلم جيداً أن زياد لا يعرف المجاملة، وفهم منه أنه استطاع ترجمة أحاسيسه ومشاعره، وبرر ذلك بأنهما تربيا سوياً.
وأضاف: إن أجمل ما فى فيروز، رغم قامتها الموسيقية الكبيرة، أنها تتبع تعليمات قائد فرقتها، وأحياناً تستمد منه الثقة، وأحياناً أخرى يستمد هو منها الانفعال الذى تريده ويترجمه للأوكسترا، لأن صوتها على المسرح يشبه السحر إن جاز التعبير.
وأشار إلى أنها تمرن صوتها كثيراً، وكان يشعر فى البروفات أنها ستغنى لأول مرة، وما يتم الاتفاق عليه فى البروفات تنفذه على المسرح، رغم أن الإحساس على المسرح يكون شيئاً آخر، وقال: «فيروز قامة فنية عربية لن تتكرر».
وتابع هاروت: «لم أشعر بالغربة مع السيدة فيروز لأننى أرمينى الأصل فأنا دائماً أردد أننى لبنانى، من أصول أرمنية خاصة أن الأرمن أعطوا للفن اللبنانى الكثير، ودلل فى الفن المسرحى «بيرج فازليان» هو من مؤسسى المسرح فى لبنان، وفى الرسم الفنان الشهير «بول كيراكوسيان» بالإضافة إلى عدد كبير من الأرمن الذين برعوا فى عالم الموسيقى والفن، وهم سعوا لرفع اسم لبنان عالياً أينما ذهبوا، لحبهم لهذا الوطن، والموسيقى هى سفيرتنا إلى العالم وكما يقول الأديب جبران خليل جبران «ليس ما يقدمه لك بلدك ولكن ما تقدمه أنت إلى بلدك».
لذا يعترف أن له الشرف أنه تعامل مع السيدة فيروز وقاد معها عدة حفلات فى لبنان والخارج.
شهيرة النجار