الحكاية الثالثة التي تقربناً من المعني الذي أريد إيصاله لكم أننا كم نعيش وننعم في خير الوطن وأمانه ولا زلنا رغم الصعوبات والتحديات ونبني ونجد مالا ونتشاجر ونقول عايزين فلان محافظ بنك مركزي، لا مش عايزين دا، إحنا من الآخر عندنا بنك مركزي وإقتصاد وعندنا كيان.
إحنا مش لبنان ولا حكومة لبنان ولن نكون مثلهم بإذن الله مصر كنانة الله، رغم ما يوجد من إعتراضات علي أداء الحكومة وإختيار بعض الأسماء التي لا تصلح ورغم إعتراضنا علي الصلاحيات المالية التي تمنح لهم رغم ظروفنا القاسية لكن أرجع وأقول عندنا حكومة ونأخذ وندي مع بعض.
من الحكايات التي أود سردها عليكم حكاية مستثمر وثري لبناني أغتني من خير مصر جاء إليها وبني مصنعا لمناديل الورق حتي أصبحت ماركة المناديل هي الأولي في الأسواق المصرية والأكثر إنتشارا بعدما إستعان بأمهر المهندسين المصريين الذين كانوا ذا باع طويل وصيت وخبرة في مصانع الورق المصرية القديمة مثل راكتا ومطابع محرم وغيرها.
وبني مصنعه بسواعد المصريين وعلي أرض المصريين وبالتسهيلات التي تمنحها مصر للمستثمرين غير المصريين، الرجل ملك وسيطر علي السوق المصري بل علي السوق العربي والأوربي ولما لا وعنده سواعد بشرية وعقول لايستهان بها.
يكسب الكام مليون من هنا يحوله لبنوك بلاده في لبنان، من هنا وسنين وسنين وهو يكسب ويحول أمواله لهناك مش يتركها في بنوك البلد التي رزقه منها لاء وأبدآ وإستحالة، يشتري طائرة خاصة وقصور هنا وهناك، هوب مصرف لبنان فلس ومفيش فلوس هترجع لأصحابها، تحويشة عمر صاحبنا المستثمر راحت في ومضة عين.
يعمل إي؟
مفيش فلوس لشراء مواد خام مفيش فلوس لرواتب العمالة والمهندسين، يتفتق ذهنه اللوزعي أن يتخلص من كبار المهندسين الذين يديرون المصنع لأن رواتبهم كبيرة جداً، لكن المهندسيين شايلين المصنع ويديرونه قامت ثورة بين العمال إزاي هنكمل ونشعر بالأمان إذا كان كبار الناس التي كبرت وأسست المصنع يتم الإستغناء عنها في لحظة؟
اللبناني يشعر بالخوف من ثورة العاملين، يعيد المهندسين الكبار مرة أخرى في محاولة لإحتواء الأمر مؤقتا، لكن يتفتق ذهنه لأمر آخر تمامًا وهو بيع المصنع لأي شركة عربية خارج مصر ولن يشعر أحد لكن اللي هيشتري عايز المصنع بدون عمالة فيبدأ في تسريح العمالة البسيطة واحدة واحدة حتي لا تحدث ثورة عليه على طريقة الراحل، أحمد مظهر في تسريب القطط المزعجة له في قصره بالفيلم الشهير الأيدي الناعمة تمهيدا للبيع خفافي وبدون تعويضات ولأعلى سعر.
ياتري هيطلع فلوس بيع المصنع تاني بيروت؟ أم سيفعل مثل الثري الذي باع وقال هستثمر في أوروبا
وياتري لو باع مصنعه أين سيضع أمواله هذه المرة؟ مؤكد ليس في لبنان لكن هل سيضعها في مصر أم سيقول سأضعها في سويسرا تمهيدا لعمل مصنع هناك مثلما فعل ثري مصري شهير باع منتجعه وأخذ الفلوس علي أوروبا بحجة عمل مشروع هناك؟!!!!
وكان هذا رد الجميل لمصر
من ينظر للمشهد من بعيد يعتقد إن الاقتصاد المصري في أزمة لدرجة أن مصنعا من أكبر مصانع المناديل الخاصة يبيع لكن إذا اقترب أحدٍ من الصورة سيجد أن عدم ولاء اللبناني لمصر وإخراجه لأمواله لبلاده التي أفلست هو السبب وليس السبب من عندنا وكأن مصر محكوم عليها أن تدفع حتي فواتير سياسات حكومة لبنان الشقيق.
وكان هذا هو رد الجميل لمصر وراحت عليه فلوسه وكمان عايز يزعزع لنا السوق ويأخد عمر وصحة رجالنا ويلقي بهم في المجهول دون الإلتفات حتي لما سيحدث لأسرهم والمسؤوليات التي علي عاتقهم، المستثمر اللبناني كان في صلة نسب مع عائلة مصرية شهيرة جداً ارتبط إسمها بأحد رجال ثورة يوليو، والحمد الله علي نعمة الوطن مصر.
شهيرة النجار