يذكر التاريخ ان الأمير محمد على توفيق (١٨٧٥-١٩٥٤) ثاني أبناء الخديوي توفيق والشقيق الوحيد للخديوي عباس حلمي الثاني، درس فى سويسرا ثم النمسا، كان يطمع فى حكم مصر بعد أخيه لكن العرش كان من نصيب عمه فؤاد الأول. إلا انه عين لفترة قصيرة وصيا على العرش بعد وفاة عمه الملك فؤاد لحين وصول ابن عمه الملك فاروق للسن القانونى وتوليه عرش مصر فى ٢٨ إبريل ١٩٣٦م.
كان الأمير محمد على مولعا باقتناء الخيول العربية الأصيلة كما كان أول من إقتنى سيارة فى ١٩٠٦. ثم تزايد عدد السيارات الموجودة فى مصر شيئا فشئ ليصبح إقتناء الاوتوموبيل رمزا للارستقراطية.
فى ١٩٢٤ أسس الأمير نادى إجتماعى للعائلة المالكة كملتقى لأصحاب الاوتوموبيلات من الباشاوات والنبلاء، .عهد للمصمم المعمارى الشهير “جاستين روسى” ببناء نسخة طبق الأصل من نادي كارلتون الشهير في لندن.
روسى الذى إشتهر ببناء سينمات مترو فى القاهره وإسكندرية، سينما قصر النيل فى القاهرة، عمارة الإيموبيليا بشارع شريف بالقاهرة، اوتيلات و محلات كونتيننتال فى ميدان الأوبرا بالقاهرة، وغيرهم، بنى في وسط القاهرة فى شارع قصر النيل (سليمان باشا سابقاً)، صرح معماري فريد يفيض عراقة وأناقة، عرف بنادي السيارات الملكي. ضم صالونات وقاعات للاجتماعات والطعام ولعبة البريدج. فى البدإ ترأس النادى مؤسسه الأمير محمد علي، وتم إهداء رئاسته الشرفية لعمه الملك فؤاد الأول. ثم توالت الرئاسة من أفراد الأسرة المالكة حتى قيام الثورة والتأميم فأصبح من ممتلكات إحدى شركات التأمين.
وبعدما إفتتح نادى السيارات عقد أول اجتماع لمجلس الإدارة الذى ضم فى عضويته أجانب من الإنجليز والأتراك. ووضع مدير النادي “جيمس رايت” وأعضاء المجلس لوائح وضوابط كان منها ان يسمح لمن يرغب فى العضوية تقديم تزكية مكتوبة من عضوين من مجلس الإدارة، فتشكل كيان النادى من الأجانب والطبقة الأرستقراطية. واستعانوا بخدم القصور الملكية المتدربين على البروتوكول والاتيكيت.
ولذلك شهدت جنبات المكان الكثير من الأحداث التى عاشتها مصر بالإضافة للشياكة والابهه.
ومع مرور الزمان أصبح النادى العضو الممثل لمصر فى الاتحاد الدولى والمعنى بكل ماهو متعلق برياضة سباقات السيارات.
ومن المعروف ان للنادى فرع فى الإسكندرية مقراً صيفيا لازال يحارب هجمات الزمن ونحر مياه البحر وإختلاف الأحوال والمريدين ولكنه صامد بتواضع شديد.
فى الوقت الحاضر يتراس الفرعين مصريين، مجلس الإدارة مصريين، العاملين مصريين، الأعضاء مصريين، ينظمون الرحلات والحفلات للمصريين، ويصدرون للمصريين رخص القيادة الدولية المعترف بها فى كل دول العالم. وهى بالمناسبة خدمة لا تقدم إلا فيه بتسهيلات من الإدارة العامة للمرور.
فياترى ماذا فى مخططات شركات التأمين التى تمتلك الآن منشآت الأسرة العلوية والطبقة الأرستقراطية والمنشآت التى أنشأها الأجانب. واطاحت هى بكثير من المبانى التى حملت تاريخ إما لبيعها بالمال اتغيير هويتها أو لتهدم ويحل محلها عمارات شاهقة. فهل ستمن علينا بالابقاء على جزء من تاريخنا أم سيدمروه بالكامل المكان يلو الآخر.
ايغلقون أبواب نادى السيارات ويشردون العاملين به ويتجاهلوا أعضاءه الحاليين من المصريين مثلما حدث مع نادى الإسكندرية (الشهير بالنادى السورى) فى الإسكندري والذى أصبح حتى المهاجرين خارج مصر ينعونه على شبكات التواصل الاجتماعى؟
أم سيطالبون بمبالغ تعجيزية بالملايين للإبقاء عليه بإيعادة إيجاره مثلما حدث مع النادى السورى أيضاً وباقى منطقة العطارين فى الإسكندرية؟وبالطبع لم يستطيعوا الدفع فصدر قرار الإخلاء.
أم سيتم إخلاء الأماكن لتجد الغربان والجرذان ماوى لهم مثلما هو الحال مع مبنى كازينو الكوت دازو- أو قاعة السراية فى التسعينات- الكائن فى ستانلى على كورنيش الإسكندرية.
أم ستتغير المعالم للأبد ونجد محلات سندونشات الكبدة والفول والفلافل والشاورما السورى مثلما هو الحال مكان حديقة الأميرة فريال أو حديقة الخالدين سابقاً فى محطة رمل كورنيش الإسكندرية؟
شهيرة النجار