الجمعة, أبريل 19, 2024
أرشيفملفات وتحقيقات

مصايف البهوات والغلابة (6) .. الأثرياء تركوا الفنادق بسبب “المدارس” ففاز الفقراء بـ “مراسي وهسيندا”

شارك المقال

منذ أول سبتمبر، بدأت الأضواء تنطفئ عن أماكن ولاد البهوات فى الساحل، مراسى وهسيندا ومارينا 7 وأمواج، فأغلب الأسر التى تحتل هذه القصور الفارهة والقادرة على دفع فاتورة يومية للسهر بأحد الأماكن الشهيرة، تصل لـ30 و50 ألفاً حسب عدد الضيوف الذى يستضيفهم الزبون وحسب اليوم.

فأيام الخميس أو الجمعة أو السبت يتواجد مطرب كبير، ما يعنى أن سعر السهرة والدخول لحظتها يختلف عن بقية أيام الأسبوع، هؤلاء بدأوا بالفعل فى الاختفاء من تلك الأماكن مع حلول سبتمبر، لأن أبناءهم بالمدارس الكبيرة مثل البيسك والأمريكية التى تدخل مع بداية هذا الشهر، عادوا لتحضير أحوالهم والاستعداد للعودة، البقية الباقية التى تبقت هى التى ليس لديها أولاد حتى الآن بالمراحل المدرسية.

أما فنادق مراسى وريكسوس وحتى ألماظة وأوشن بلو وتيفولى وقرية المنتزه، التى ذبحت المصريين فى الأسعار بدأت فى خفض أسعارها منذ النصف الثانى من سبتمبر وحتى الأسبوع الأخير من أكتوبر، فإذا قمت عزيزى القارئ بدون العودة لاستعلامات الفندق تليفونيا وفتحت الإنترنت على الحجز إلكترونيا ستجد البوكينج كل يوم بسعر، فمثلاً فندق ألماظة ومراسى وريكسوس تقدم عروضاً خيالية تصل لليومين 10 آلاف جنيه، عن إقامة يومين بالإفطار والعشاء ثم اليوم التالى 9 آلاف جنيه، ثم وصلت لـ7 آلاف جنيه حتى كتابة هذه السطور.

وقامت الأندية الكبرى بعمل رحلات لأعضائها لتستغل تلك الفترة الميتة، فتجد الحجرة الزوجية فى ريكسوس عن اليوم الواحد تصل لـ2000 جنيه، وهى التى كانت فى أغسطس بعشرة آلاف فى اليوم بدون عشاء، ومراسى الحجرة التى وصلت فى عيد الأضحى لـ10 و11 ألفاً فى اليوم وصل سعرها لتلك الأندية لحوالى 2500 جنيه باليوم وقس على ذلك.

غالبية الذين سيترددون على تلك الفنادق فى هذه الفترة إما من الطبقة المتوسطة التى لا تقدر على دفع رقم إيجار اليوم الغريب بالساحل بعد هذه الأسعار الجنونية، أو أنهم من عشاق الهدوء والبعد عن مناظر الفشخرة التى تعج بها مناطق الساحل من يونيو حتى نهاية أغسطس، أو أنهم شريحة مالية قادرة ولكنها تعلم أن أسعار الصيف كانت مجحفة.

الغريب أن المصريين وأنا أولهم أطالب السيدة وزيرة السياحة أن تطلب من فنادق الساحل وشرم والغردقة أن تعامل المصريين مالياً مثلما تعامل الأجانب، بمعنى أن الفنادق بالساحل خاصة مجموعة ألماظة تحديدا تقدم للسائح الأجنبى عرضاً بالأكل والشرب، ولا يتم تقديم ذلك للمصرى، مع أن السائح المصرى الذى ينشط السياحة ويملأ فنادق شرم الخاوية بعدما هجرها الروس.

المصريون الذين يدفعون فى اليوم 72 ألف جنيه فى إيجار يوم بمراسى هم شريحة لا يستهان بها، وأولى أن تفتح لها فنادق بلادها حتى تملأها وتنشطها بدلاً من فنادق كاملة بشرم صدت أبوابها وأغلقت حتى نهاية الشتاء الماضى، وصلت أعدادها لـ11 فندقاً، وتم رفع العلامات التجارية لتلك الفنادق ذات الخمسة نجوم، المصرى بيدفع تبس للعامل بالفندق، من حامل الحقائب ومروراً بمن يقدم له كوب ماء تحت بند صدقة، زكاة مال لكن فى النهاية بيدفع ويتمتع.

أما الأجنبى القادم لا يضع يده فى جيبه هو قادم بميزانية معينة ولا يريد دفع أى مليم زيادة عما دفعه وكل العاملين بالفندق أدباً أو إرغاماً عليهم تقديم الخدمة فوق الممتازة له، فلماذا لا تعيد وزيرة السياحة النظر والجلوس إلى أصحاب ومديرى الفنادق بمصر للوقوف على هذه النقطة، صدقينى يا سيادة الوزيرة إذا تمت معاملة المصرى كالأجنبى ستجدين فنادق شرم والغردقة كامل العدد وشرائح ممتازة بدلاً من الخروج لتركيا وبيروت وأوروبا ودبى فى موسم الإجازات.

ونتمنى من الله أن مهزلة أسعار فنادق الساحل هذه التى دخلت التاريخ يقف مسئولو السياحة فى مصر عليها، «مفيش حاجة ملهاش حل»، ونعود للبسطاء الذين مازالت أمامهم فرصة حتى الأسبوع الثالث من سبتمبر حتى يستمتعوا بالصيف، حيث إن المدارس الحكومية عودتها فى نهاية الشهر الجارى، هؤلاء الآن يقومون بتأجير الفيللات بمارينا ومراسى وتلال اليوم بألف جنيه، عائلات بالثلاثة تشترك فى فيللا واحدة بعد أن كان إيجار الفيللا بمراسى بـ5 آلاف حتى عشرة آلاف فى اليوم، حسب المساحة والبعد والقرب من البحر.

وكانت توجد فيللات إيجار يومها 25 ألف جنيه ويشترط أصحابها أن يتسلموا الإيجار بالدولار، معللين سبب هذا السعر أن إيجار الفيللا بفندق مراسى اليوم 71 ألف جنيه بدون أكل، فهم أرخص مرتين ونصف المرة وكان البسطاء من المصريين اللى بيلعبوا فى الخمسة ملايين أو موظفين فى شركات مالتى ناشونال، يفضلون تأجير فيللات بمنطقة تلال لأن إيجار اليوم للفيللا يصل لـ10 آلاف جنيه فقط فى شهرى يوليو وأغسطس، الآن إيجار اليوم بتلال حتى آخر الشهر لا يتعدى ألفى جنيه، وسيصل لألف مع طلعة أكتوبر لهجرة الناس الساحل.

أما أسعار تأجير فيللا قرى ما قبل مارينا 1 اليوم بـ500 جنيه وكمان 300 جنيه لليوم الواحد، والفيللا فى عز الموسم من مارينا 1 حتى 4 كان اليوم بألف جنيه للفيللا، ومارينا 5 إيجار الفيللا بها بألفى جنيه، الآن فى هذه الفترة المصريون الذين يعلمون جيداً أن إيجار اليوم للفيللا بتلك الأماكن يمكن أن يصل لـ500 باليوم يفضلون دفع ألفين وثلاثة آلاف لإيجار يوم فيللا بمراسى وهسيندا، بالبلدى «شعبطة فى سواحل وبلاجات الهاى كلاس» حتى لو الموسم انتهى.

أما شقق مصايف مدينة الإسكندرية البسيطة التى كانت شهيرة زمان فلها حديث العدد القادم بإذن الله مع فاتورة رحلة لليونان بالأكل والشرب.

شهيرة النجار

Welcome to حكايات شهيرة النجار

Install
×