كنت قاعد بتفرج من شوية على حلقة محمود ياسين في “ساعة صفا” فأكتشفت ان الأستاذ محمود طلع أطيب بهاء سلطان وكمال أبو رية ومحمود الجندي آه والله في فكرة أدب الخلاف والخناقات كمان حتى مع اللي ظلمك ، يعني هو في البرنامج كان بيتكلم على قصة خلافه الشهيرة مع يوسف شاهين بسبب فيلم “الاختيار” والقصة للي ميعرفهاش ان محمود ياسين في أواخر الستينات وأوائل السبعينات كان وقتها لسه وجه جديد ومعملش أي بطولات سينمائية ، كلمه يوسف شاهين عشان يعمل بطولة فيلم “الاختيار” وافق طبعاً وطار من الفرحة وبدأ يجهز لنفسه للفيلم وعمل البدل وكل حاجة ، في نفس الأسبوع كلمه المنتج رمسيس نجيب والمخرج حسين كمال عشان يعمل بطولة فيلم “نحن لا نزرع الشوك” ، قالهم بس أنا مرتبط بفيلم مع يوسف شاهين ، قالوله متقلقش امضي بس العقد ولو يوسف شاهين اعترض تعالى وهنقطع العقد عادي خالص فراح فعلاً ومضى معاهم .. في نفس اليوم راح لشاهين وقاله انه مضى “نحن لا نرزع الشوك” بس لو حضرتك عندك اعتراض هروح الغي العقد فوراً شاهين اتجنن وقاله أنت لازم تروح تلغي العقد ده دلوقتي ، ده أنا احبسك فيها .. فعلا راح محمود ياسين ولغى تعاقد “نحن لا نزرع الشوك” ورجع لشاهين وقاله خلاص المشكلة اتحلت ولغيت العقد ، قام يوسف شاهين رد وقاله “هايل ، أنا كمان غيرتك وجبت ممثل تاني غيرك يعمل البطولة !!” .. طبعاً الدنيا اسودت في وش محمود ياسين ، يوسف شاهين طيرله أول بطولتين في حياته ، مقالوش ولا كلمة وانسحب من مكتب يوسف شاهين في هدوء وخرج من عنده منهار .. كل اللي قاله محمود ياسين لصفاء أبو السعود في وصف فعل يوسف شاهين ده انه ظلمه بس لا تطاول ولا قلل منه ولا حتى قعد يبالغ في وصف مأساته زي ما بيعمل أي ممثل دلوقتي لو حصل فيه موقف زي ده بالعكس ده قعد يشكر في اختيار يوسف شاهين للممثل اللي جابه بداله “عزت العلايلي” ويقول أخويا وحبيبي رغم انه مكلموش يستأذنه كعادة الزملاء في المواقف دي لما حد بييجي مكان حد ..
المهم بيكمل محمود ياسين ان حسين كمال ورمسيس نجيب سامحوه وجابوه تاني لبطولة “نحن لا نزرع الشوك” ونزل الفيلم وكسر الدنيا وبقى محمود ياسين نجم شباك وانطلق في السبعينات انطلاقة صاروخ نـ. ـووي مكنش ملاحق على البطولات اللي بتجيله كأهم وأنجح ممثل مصري في السبعينات وفي الوقت ده جاله يوسف شاهين تاني يعرض عليه فيلم من أفلام إسكندرية اللي عملها ، فرصة محمود ياسين للانتقام بقى ويعمل زي أي ممثل في موقفه ويقول انه رفض الفيلم انتقاما لكرامته من اللي عمله فيه يوسف شاهين والحقيقة أي حد في موقفه كان هيقول كده ، أنا نفسي لو مكانه كنت هقول كده ده واحد كان عايز يدمرله مستقبله قبل ما يبدأ ، لكن الحقيقة محمود ياسين مقالش كده ، قال انه رفض الفيلم لانه مفهموش وبمنتهى التواضع جاب العيب في نفسه ان عقله هو اللي مقدرش يستوعب فن يوسف شاهين مش العيب ان فن يوسف شاهين لا يُفهم عشان ينفي عنه الاتهام الموجه دائماً ليوسف شاهين بانه متعالى على ذوق الجمهور وبمنتهى الشياكة كتبله جواب اعتذار عن الفيلم بالمضمون ده ، وطبعاً مشتغلوش مع بعض تاني ، وختم محمود ياسين كلامه مع صفاء أبو السعود بالتبجيل والتعظيم لفن يوسف شاهين وانه كان نفسه يشتغل معاه وانه عالمي وأستاذ .. إلخ وطبعاً كل الكلام ده يخلو من أي شبهة تملق لان ببساطة وقت البرنامج ده كان يوسف شاهين مات اصلا ..
شياكة شكلاً ومضموناً وجوهرا
شهيرة النجار