، وعلى عكس ما تصوروا تحولت “النعمة” التي تمنوا الفوز بها، إلى “لعنة” طاردتهم حتى كتبت نهاية مشوارهم الفني وسنرصد لكم أبرز ضحايا محاولة “العيش في جلباب حليم”
في خمسينيات القرن الماضي، بدأ المطرب الصاعد “كمال حسنى” مشواره بإعادة تقديم أغاني محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، إلا أن ما لفت إليه الانظار هو ذلك التشابه الكبير بين صوته وصوت مطرب آخر هو عبد الحليم حافظ. وبرز ذلك بقوة بعد أن تقدم “كمال” إلى ركن الهواة بالإذاعة، لإعادة غناء أغنية “توبة”، عقب النجاح الذى حققته مع مطربها الأصلي عبد الحليم حافظ، وبالفعل نجحت التجربة بل وأغرى ذلك الكاتب موسى صبري والملحن محمد الموجي، بالإضافة للمنتجة ماري كويني لاستغلال الأمر، ووجدوا في المطرب الصاعد ما يجعله سلاحا في حسم خلافاتهم مع العندليب، فكتب عنه الأول، ووصفه بأنه “صوت يهز مصر كلها”، ولحن له الثاني، ثم أنتجت له الثالثة عام 1955 أول أفلامه “ربيع الحب”، في نفس عام انتاج وعرض فيلم “لحن الوفاء”، ومعه نفس فريق العمل الذى شارك “حليم” بطولة فيلمه،

ولم تقتصر محاولة “كويني” في استغلال التشابه بين صوت “كمال حسنى” والعندليب، عند ذلك الحد، حيث أصرت على استنساخ دويتو “تعالى أقولك” بين “شادية”، و”حليم” في فيلم “لحن الوفاء”، وطالبت بتقديم دويتو أغنية بعنوان “لو سلمتك قلبي وأديتلك مفتاحه”بين كمال”و”شادية”.ورغم أن رصيد البديل “كمال حسنى” يصل إلى ما لا يقل عن الـ50 أغنية، تعاون فيها مع شعراء بحجم مأمون الشناوي، وفتحي قورة، وعزت الجاهلي، ولحن له فريد الأطرش، ومنير مراد، بالإضافة إلى الموجي وغيره، إلا أنه لم يصمد طويلاً، امام قوة وانتشار صيت العندليب الأسمر كالنار في الهشيم

حتى تلك اللحظة وهذه النجومية لم يكن كمال حسني قد قابل عبد الحليم حافظ، وكان أول لقاء لهما في نقابة الموسيقيين حيث كان ذاهبا لعمل بروفة، وفوجئ بعبد الحليم ينادي عليه وهو يخرج من النقابة، وكان على الناحية الأخرى من الرصيف فدهش، فقد كان كل أمله أن يسعى هو للقائه، فإذا به يأخذه بالحضن أمام الناس ويسلم عليه بود وقال له “عايز أشوفك”. اللقاء الثاني الذي جمع كمال حسني وعبد الحليم كان من خلال برنامج إذاعي حيث جعلت المذيعة عبد الحليم يغني جزءا من أغنية “غالي علي” لكمال حسني وكان مقطع راائع جداً بصوت العندليب الخالد

وبالرغم من هذا اللقاء إلا ان كمال حسني اعتزل الغناء وتزوج وهاجر إلى بريطانيا، قبل أن يعود في نهاية التسعينيات ويسجل أغنيات دينية، لم تنل نجاحاً فعاد إلى الاعتزال حتى توفي عام 2005.

حليم كان في قمة انسانيته بالرغم من شدة منافسيه

شهيرة النجار