سبقتها جماعات كثيرة أشهرها الخوارج في الإسلام
وجماعة الزيلوتيين في اليهودية..
جماعة الزيلوت Zealot التي تمردت على الدولة الرومانية في القرن الأول الميلادي ورغبت في الاستقلال السياسي وإنشاء دولة يهودية بأساليب العصابات واغتيال الخصوم السياسيين والعقائديين

الزيلوت تعني “الغيوريون”، وهي حركة راديكالية هدفت إلى التخلص من احتلال الرومان، وكان داخل هذه الحركة جناح مسلح يُسمَّى «السيكاريون Sicarii» أي حاملي الخناجر، لأنهم لجأوا إلى مقاومة الرومان متبعين أسلوب الاغتيالات الفردية بِاستخدام الخناجر، وكان هؤلاء الزيلوتيون ينتمون إلى الشريحة المهمشة من سكان فلسطين..
والزيلوت حسب تكوينها تشبه الإخوان بأنها جماعة تضم في عناصرها (جناحا مسلحاً) خاص بالاغتيالات، فالزيلوت فيها (السيكاريون) والإخوان فيها (التنظيم الخاص)..

يحكي الأستاذ “صلاح قنصوة وآخرون” في كتابهم “قاموس أديان ومعتقدات شعوب العالم” الصادر عن مكتبة دار الكلمة سنة 2004 صـ 537 بعضًا من صفات وأساليب هذه الجماعة الإرهابية اليهودية بقولهم:
“من أوائل الجماعات الإرهابية في التاريخ السيكاريون Sicarir، وهي طائفة دينية على درجة عالية من التنظيم، وتضم رجالاً من درجة أدنى لعبوا دورًا فعالاً في نضال الزيلوت في فلسطين ما بين عاميّ 66- 73م، واتبعوا تكتيكات خارجة عن العرف والتقاليد، كمهاجمة أعدائهم في وضح النهار، وكانوا يفضلون أن يتم ذلك في الأعياد حينما تكون الجماهير محتشدة في القدس، وكان سلاحهم المفضل سيفًا قصيرًا يخبئونه تحت ستراتهم، ولم يكتف أعضاء هذه الطائفة بقتل الناس الأبرياء الذين لم يشاطروهم المعتقدات فحسب؛ وإنما قاموا أيضًا بتحطيم منزل الكاهن الأعلى وقصور الحكام الهيروديين The Herodian Dynasts”.

ويضيف “محمد عزيز شكري” في كتابه “الإرهاب الدولي دراسة قانونية ناقدة” صـ 21- 22 أن من صفات جماعة الزيلوت والسيكاريون اليهود أنهم ” كانوا يحرقون المخطوطات والسجلات العامة، وكانوا تواقين لإتلاف سندات مقرضي الأموال، ومنع استرداد الديون، وتخريب إمدادات المياه في مدينة القدس، وكانت حملات الاغتيال التي يقوم بها الزيلوتيون Zealota تقشعر لها الأبدان، لأن ضحاياهم لم تقتصر على حكومة الاحتلال فحسب؛ إنما امتدت أيضًا إلى السديوسيين Sadducees واليهود الآخرين الذين وصفوا بلين الجانب نحو روما”. انتهى.
طبعا مش محتاج تعرف إن الصهيونية لما بدأت تشتد عسكرياً في الثلاثينات والأربعينات استخدمت نفس أساليب الزيلوت والسيكاريون في فلسطين ودول الطوق العربية، مما يعني أن إسرائيل قامت بالأصل على أساس إرهابي وحرب عصابات واغتيالات لا زال هذا الطابع يميز شخصيتها إلى اليوم..
شهيرة النجار