الشاطر حسن البرنس يعلن نفسه محافظاً للإسكندرية بعربية ورد وزفة بلدى
عارضت اختصصاصات السادات فى حضرته فعينها وزيرة لوزارتين
أول معيدة بالحقوق وأول أستاذ قانون دولى وأول من رفع دعوى لعمل المرأة قاضية وأول امرأة سفيرة
أطلق على وزارتها وزارة جيهان من شدة التطابق العقلى بينهما وغيرت الاحتفال بميلادها من أجلها
عائشة راتب .. رحيل المرأة الاستثناء فى تاريخ مصر المعاصر
- المرأة الاستثنائية فى تاريخ مصر المعاصر عائشة راتب
- أول وزيرة لوزارتين قدمت استقالتها اعتراضاً على أحداث يناير
- سوزان مبارك تزورها بمنزلها وتعتبرها ملهمتها
- احتفلت بعيد ميلادها فى غير أوانه حتى تحضر جيهان السادات من أمريكا
- تنادى صوفى أبو طالب والمحجوب وأبو المجد وبطرس غالى أخويا
- الأولاد والأحفاد وجائزة الدولة التقديرية 1995 استلمتها فى 2008
- شهيرة النجار تكتب عن “أبو ابتسامة صفرا” الإخوانى
الشاطر حسن البرنس يعلن نفسه محافظاً للإسكندرية بعربية ورد وزفة بلدى
وبسم الله الرحمن الرحيم نبدأ عن حكاية واحد اسمه حسن البرنس عضو بالإخوان المسلمين، ولما قامت الثورة أصبح عضو مجلس شعب وشاءت الظروف أن يمسك لجنة وكان من بين من ذهبوا لمعاينة سجن طرة لاستقبال مبارك، وحدث له حادث قيل إنه بفعل فاعل، وفجأة كسب الإخوان الحكم فقرروا أن يكون دكتور التحاليل محافظ للإسكندرية.
الدنيا قامت ولم تقعد ومظاهرات وأمام الرفض الشعبى من الإسكندرانية لتوليه منصب المحافظ عملوا حيلة جابوا محلل أو قل بالبلدى محافظ على الورق وعينوا بقرار جمهورى البرنس نائبا للمحافظ، مع إن فيه محافظات كثيرة بدون نائب محافظ، بل فيه محافظات بدون محافظ أصلاً مثل المنوفية، وجاء وأصبح تقريبا هو الكل فى الكل، يمر على أقسام الشرطة ويزور ويطلب من الضباط الوقوف مع الناس.
ذات يوم تكلمت مع أحد مديرى أمن إسكندرية السابقين وسألته مع إنه وقت توليه قال لى أرجوكى الكلام ده مش للنشر، وسألته هل أقسام الشرطة تابعة إداريا لمحافظة الإسكندرية أم للمديرية والداخلية، وهو طبعا سؤال عبيط أعرف إجابته فرد طبعا للداخلية فقلت طب ليه البرنس بيمر ويزور ويعد الضباط بحل مشاكلهم، فتنهد الرجل غضبا وحزنا، وقال والله ما أنا عارف أقول إيه أنا إذ فجأة وجدت البرنس يمر على الأقسام فشكا لى الضباط فقلت لهم عندنا حيلة هو فى الأصل جاى يلمع نفسه وينشر ذلك بالصحف على إن الإخوان متلاحمين مع الناس، وأول ما تجدونه أمامكم أثقلوه بالشكاوى واطلبوا منه حلها فلن يجد بعد ذلك بداً من عدم المجىء بطاقم حراسته والصحفيين والمصورين مرة أخرى، لأننا لا نريد الدخول فى مشاكل ونقل له أنت غير مسئول عن الإشراف والمرور على أقسام الشرطة، والرجل معه كل الحق فإن حدث ذلك وقالوا للغولة عينك حمرا مش بعيد يرشوا رجالتهم ويحاصروا الأقسام والمديرية ويقولوا يا فساد هى هتكون أعظم عليهم من حصار الدستورية أو حصار قسم الدقى وبيت وزير الداخلية السابق أو مدينة الإنتاج الإعلامى.
ومرت الأيام والناس فى الاسكندرية تصرخ من تدخل الرجل البرنس دكتور التحاليل حتى خرج محافظ الإسكندرية أخيرا يعلن أنه يشعر أنه دون اختصاصات وأن البرنس بيعمل كل حاجة ، حتى إنه علم بافتتاح أحد الكبارى بحضور البرنس دون علمه يا سلام هو ما كانش عارف إلا الآن، أم أنه يشعر أن التغييرات المقبلة ستزيح اسمه كمحافظ وتضع اسم البرنس كمحافظ رسمى وفعلى مع إن الواقع كده.
المهم قامت مظاهرات الجمعة الماضية من كل طوائف الإسكندرية أمام مسجد القائد إبراهيم تطالب برحيل البرنس، وكمان المحافظ ولافتات تملأ شوارع الثغر حتى إن أحد السياسيين الصحفيين خرج يعلق إن البرنس لا يرد سوى بابتسامة صفراء وكانما الكلام غير موجه له واستطرد قائلا أنا عارفه من أيام مجلس الشعب.
ليخرج حسن البرنس يجوب شوارع الإسكندرية يوم الاثنين الماضى، وقبل أى شىء احضر قناة الجزيرة تصوره وبالتى شيرت ووسط الزهور التى زينت السيارة المكشوفة تذكرنا بأيام السادات وهو يجوب شوارع مصر أثناء انتصارات أكتوبر يخرج البرنس ويلوح بيديه كأنما هو فاتح الإسكندرية مهنئاً بعيد شم النسيم الذى كان الاحتفال به جرم قبل توليهم الدولة بعامين وحتى أكل الفسيخ حرام الآن حلالاً بلالا بعد أن أصبح كل شىء حلالا بلالا لهم، وأخذ المؤيدون الذين كانوا على علم بخروجه وطولبوا بالاصطفاف على جوانب سيارة الزهور التى خرج فيها ليظهر أنه فى موكب شعبى والناس تحبه وتحييه ليرد على مظاهرة طرده من الإسكندرية يوم الجمعة الماضى وكلام عن الوطن وحب الوطن.
هو إحنا بريالة يا دكتور حسن، وما هذا المظهر هل أنت سيادة حاكم الثغر الرسمى طب يا سيدى حافظ على مشاعر الناس التى ترفضك، وحافظ على مشاعر المحافظ الرسمى ورقيا للإسكندرية أم أنه هو نظام الأمر الواقع وتقوم بعمل زفة مسبقة لتوليك مقاليد المحافظة رسميا فى التغييرات المقبلة لوزارة قنديل وتهيىء الناس رسميا أنك المحافظ الرسمى المقبل وموتوا بغيظكم وطالما المحافظ الحالى خرج وأعلن أنه بدون صلاحيات يبقى خلاص ورقة التوت سقطت وشعرة معاوية قطعت وأنا المحافظ وأسير فى شوارع الإسكندرية البطلمية الرومانية الفرعونية اليونانية الفرنسية الإيطالية الكوزموبولتانية ولا الإسكندر الأكبر ولا كليوباترا وأنطونياس ويوليوس قيصر.
يا سيدى أظنك حافظاً لكتاب الله ارجع لسورة القصص عندما قال تعالى عن قارون ” لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين، وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد فى الأرض إن الله لا يحب المفسدين، قال إنما أوتيته على علم عندى أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد قوة وأكثر جمعا” ثم قال تعالى عن ذلك المشهد المهيب: ” فخرج على قومه فى زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتى قارون إنه لذو حظ عظيم وختم المشهد بقوله تعالى فخسفنا به وبداره الأرض”، صدق الله العظيم عز من قائل.
عائشة راتب .. رحيل المرأة الاستثناء فى تاريخ مصر المعاصر
1- المرأة الاستثنائية فى تاريخ مصر المعاصر عائشة راتب
اسمحوا لى أن أكتب عن تلك المرأة الاستثنائية فى تاريخ مصر القضائى والاجتماعى الدكتورة عائشة راتب التى رحلت عن عالمنا السبت الماضى، ولأنى أعرف الكثير حول تلك السيدة الاستثنائية وعلاقاتها الاجتماعية وكنت أنفرد بصور حفل عيد ميلادها حتى عامين مضيا، لأنها انقطعت عن أقامته منذ عامين فأبدأ على بركة الله.
عرفت نبأ وفاتها صباح السبت مبكراً من خلال صفحة سيدة المجتمع والصديقة الأقرب للراحلة “نازلى شهبندر” ابنة رئيس وزراء سوريا الأسبق والمقيمة بمصر وصاحبة نشاطات اجتماعية كثيرة وهى والدة الناشطة الدكتورة غادة شهبندر كتبت تقول : توفيت لرحمة الله الدكتورة عائشة راتب فقدت اليوم أخت وصديقة وحبيبة، مصر لن تنسى أبداً تاريخها المشرف ، ربت أجيالاً بكلية الحقوق، كانت وزيرة الشئون الاجتماعية وكانت منصفة وعادلة وكسفيرة كانت رمزاً للمرأة المصرية المثقفة المتحضرة الناجحة فى توطيد العلاقات السياسية، فى الجنة ونعيمها الفراق صعب صعب.
هكذا أنهت نازلى شهبندر نعيها الذى لخصت فيه تاريخ تلك المرأة فى أقل من ثلاثة سطور، فعائشة راتب تخرجت فى كلية الحقوق عام 1949 وأول من دافع عن حق المرأة فى السلك القضائى، يعنى أن المستشارة نهى الزينى أو تهانى الجبالى أو الأسماء الأخرى من السيدات العاملات بالسلك القضائى أسماء رنانة الآن، فالفضل الأول يعود لتلك السيدة الراحلة، فبعد أن سافرت لباريس لاستكمال دراسة الحقوق وتفوقت عادت بعد حصولها على دبلون القانون الخاص والعام واحتجت على أنه لا يوجد فى مصر أى امرأة فى السلك القضائى وقامت برفع دعوى قضائية أمام مجلس الدولة تطالب فيها بحقها الدستورى لتكون أول قاضية فى مجلس الدولة، وهو أول طلب من نوعه فى تاريخ مصر الحديث وظلت تحارب حتى تم إبعادها وطعنت على القرار أمام مجلس الدولة حتى كانت الفتوى الشهيرة للمستشار الدكتور عبد الرازق السنهورى رئيس مجلس الدولة فى ذلك الوقت يؤكد فيه عدم وجود مانع دستورى أو شرعى أو قانونى يحول دون تعيين المرأة فى سلك القضاء ولكن الدولة هى التى تحدد الوقت المناسب الذى تصبح فيه المرأة قاضية.
ولم يتسرب اليأس إلى قلبها فقد كانت مؤمنة بقضيتها، حيث كانت أول سيدة مصرية تعين كمعيدة فى كلية الحقوق وتفوقت فى مجالها الى أن جاء يوم دعيت فيه لحضور اجتماع للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى، حيث كانت تتم مناقشة دستور 1971 وجاءت اعتراضاتها كأستاذ قانون دولى على المواد المتعلقة بصلاحيات رئيس الجمهورية التى كانت ترى عدم جواز توسيعها لأن ذلك يصنع فرعوناً أو ديكتاتوراً، تذكروا أن تلك المرأة قالت تلك الكلمات حول صلاحيات رئيس الجمهورية فى 1971 وكانت شجاعتها التى لن ينساها لها التاريخ إنها قالت تلك الاعتراضات حول رئيس الجمهورية فى حضور الرئيس أنور السادات، وهو ما حذرها منه كثير من أصدقائها من جهابذة القانون وهم زملاؤها فى ذاك الوقت فكان ردها الحق أحق أن يتبع ، لتأتى المفاجأة الأكبر أن تجد اسمها فى الصحف كوزيرة للشئون الاجتماعية والتأمين الاجتماعى ، ساعتها قال الرئيس السادات” انتو عارفين أنا جبت الدكتورة عائشة راتب وزيرة ليه؟ لأنها لم تخش رئيس الجمهورية اللى هو أنا وظلت تناقش اختصاصاته باللجنة المركزية دى ست بمائة راجل”.
2- أول وزيرة لوزارتين قدمت استقالتها اعتراضاً على أحداث يناير
وظلت الدكتورة عائشة راتب وزيرة للتأمينات من ذلك التاريخ حتى 1977 عندما قدمت استقالتها من منصبها كأول وزيرة أيضاً فى تاريخ مصر تقدم استقالتها اعتراضاً على ارتفاع الأسعار فى أحداث يناير وخلال توليها الوزارة التى أطلق عليها وقتها وزارة جيهان نسبة لسيدة مصر الأولى وقتها جيهان السادات التى كانت تولى اهتماماتها بالمرأة والجمعيات الأهلية وإنشاء جمعية النور والأمل واهتمت بتنظيم أحوال المرأة ، ولأن عائشة راتب كانت ترى أن حقوق المرأة المصرية مهضومة وكانت تريد المساواة وكذلك كانت ترى جيهان السادات أن حقوق المرأة مهضومة فقد تلاقت الأفكار معاً، وكانت تساند جيهان السادات فى قوانين المرأة والحضانة والطلاق وكانت تساندها فى دور المرأة فى مجال العمل الاجتماعى فاعتقد البعض أن ذلك ضعف فى شخصية عائشة راتب، وإنما كان تلاقى أرواح وأفكار بين تلك السيدتين اللتين كانتا ذواتا مرجعية أوروبية إسلامية وأرست قواعد العمل الاجتماعى العام وقتها وتوطدت علاقة عائشة وجيهان ببعضهما البعض لمرتبة نادرة حتى آخر يوم فى حياتها وهذا ما سألقى الضوء عليه فى السطور التالية.
بعد ذلك عينها الرئيس أنور السادات فى 1979 كأول امرأة فى تاريخ مصر كسفيرة لسفارتنا فى ألمانيا لعلمها الغزير وثقافتها الواسعة العالية وإجادتها لأكثر من ثلاث لغات بطلاقة وكان لديها حنكة نادرة فكما كان لها الفضل على كل سيدات السلك القضائى الآن كان لها ايضاً عظيم الفضل على سيدات السلك الدبلوماسى وأشهرهن بالطبع مرفت التلاوى ومشيرة خطاب وبعد خروجها من العمل السياسى ظلت حتى آخر يوم فى حياتها تعمل كأستاذة بالجامعة وكانت الوحيدة بين جيلها التى عندما خرجت لسن المعاش لم تفتح مكتب محاماة كما كل زملائها.
3- سوزان مبارك تزورها بمنزلها وتعتبرها ملهمتها
وبين يدى صورة نادرة تجمع سوزان مبارك وقت أن كانت سيدة مصر الأولى وبين الدكتورة عائشة راتب داخل منزلها فقد كانت تزورها سوزان من وقت لآخر لعلمها جيداً أن تلك السيدة ذات علم غزير ومرجعية مهمة كذلك دماثة خلقها وتواضعها ولباقتها جعلت سوزان تطلب منها من وقت لآخر العودة للعمل السياسى وكانت الإجابة الرفض، سوزان كانت تعتبرها مرجعية مهمة لها لما عايشته أيام جيهان السادات وسوزان وقتها زوجة نائب رئيس الجمهورية وترافق جيهان فى زياراتها ورأت كيف أن تلك السيدة تاريخ وكيان وأثرت فى شخصية جيهان السادات وهى من شاركت فى جعل جيهان السادات أول سيدة مصر أولى بحق وخرجت معها للمستشفيات أثناء حرب 1973 وجعلت كل الاطياف تتسابق لتقديم العون للجيش والمصابين فى المستشفيات وكانت سوزان تحاول أن تحتل ركنا فى قلب ووجدان عائشة راتب كما جيهان من مكانة جعلت عائشة راتب بكل قامتها تحتفل بعيد ميلادها ليس فى 22 فبراير كما ولدت وإنما فى الخامس والعشرين من ديسمبر وهو ميعاد زيارة جيهان السادات لمصر من أمريكا.
4- احتفلت بعيد ميلادها فى غير أوانه حتى تحضر جيهان السادات من أمريكا
كان عيد ميلاد الدكتورة عائشة راتب جامعاً لكل الأطياف المصرية ، فكما قالت لى السيدة نهال أو كما يناديها الأصدقاء نانى أبو زيد حرم وزير العدل الأسبق مصطفى أبو زيد أيام السادات وأول مدع عام اشتراكى بمصر، قالت إنها من شدة حبها لجيهان السادات نظمت ميعاد عيد ميلادها فى 25 ديسمبر وفى ذات الوقت كاجتماع لكل الأحبة أولاد عبد الناصر وأولاد السادات وجيهان على رأسهم وكانت تحضر فى البدايات سوزان مبارك حتى آخر عشر سنوات لم تحضر وزوجات وزراء مصر من أيام عبد الناصر حتى وقتنا هذا وكل الأطياف زوجات رؤساء مصر مثل كمال الجنزورى والمرحومة زوجة عبد العزيز حجازى وعلى لطفى وصفوت الشريف وبطرس غالى وصوفى أبو طالب وبناته وكذلك كل أصدقائها من الوزراء القانونيين مثل صوفى أبو طالب وفتحى سرور وكمال أبو المجد الرجال والنساء على السواء فكان عرساً سنوياً، حتى المستشارة نهى الزينى وتهانى الجبالى وهن من جيل جديد وأطياف مختلفة، فكانت مع الرجال بمائة رجل ومع السيدات أرقهن وأنعمهن وأكثرهن ثقافة، ومع ذلك تواضعاً، وكانت تقيم عيد ميلادها داخل منزلها بجوار عمارة السفارة الإسرائيلية ولما اشتد عليها المرض كانت تقيمه فى النادى الدبلوماسى حتى عامين مضيا لم تقم فيهما عيد الميلاد المعتاد منذ ثلاثين عاماً أى منذ ثورة يناير لزيادة الألم عليها وشعورها بالحزن والكآبة لما يحدث فى مصر، المرأة الوحيدة التى لم تغار منها جيهان السادات ولا سوزان مبارك.
5- تنادى صوفى أبو طالب والمحجوب وأبو المجد وبطرس غالى أخويا
وتستطرد نانى أبو زيد أنها كانت للجميع نعم الصديقة والأخت وكانت لا تنادى زملاءها من جيلها مثل زوجها الدكتور مصطفى أبو زيد والذى تكبره بشهر واحد وهما دفعه واحدة بالحقوق ودرسا معاً فى السوربون بباريس وعادا وتم تعيينهما معاً سوى بأخويا مصطفى وأخويا صوفى وأخويا كمال أبو المجد وأخويا مفيد شهاب “وأخويا” رفعت المحجوب، وكانت تقول لى كلما أراك أو أرى زوجك أدعو له لأنه لولاه ما كنت أعمل للآن بالتدريس لأن مصطفى أبو زيد رفع قضية فى مجلس الدولة وكسبها بأن يدرس الأستاذ الجامعى ويصبح أستاذاً متفرغاً حتى بعد بلوغه المعاش لأن من قبله رفعوا قضية بهذا الشأن وتمت خسارتها ، حيث كان الأستاذ غير متفرغ ولا يمد له، لأنها الوحيدة التى ظلت تعمل دون غيرها من أهل المهنة بالتدريس فقط.
وفى آخر أربع سنوات من شدة الألم بالحنجرة كانت تستعين بمساعد يلقى نيابة عنها المحاضرة وهى جالسة على كرسى، وفى آخر عشرة أيام شاهدتها نانى أبو زيد فى نادى الجزيرة على كرسى.
6- الأولاد والأحفاد وجائزة الدولة التقديرية 1995 استلمتها فى 2008
وكانت الدكتورة عائشة راتب متزوجة من الدكتور شريف عادل وعندها ولدان الأكبر الدكتور صالح أستاذ جراحة الرمد ولديه بنتان نادين ونوران ومنيب والأبن الأصغر المهندس أحمد ويقيم فى ألمانيا ولديه كريم فى كلية الطب وكان يأتى خصيصاً للقاهرة من ألمانيا للاحتفال مع جدته بعيد ميلاده ويشعر دائما بالفخر تجاهها وقد نالت جائزة الدولة التقديرية عام 1995 ولكنها استلمتها فى 2008، وكانت ترى أن الرضا هو أهم جائزة فى حياتها تشعر بها وكانت ترى أن الانشطار سيؤدى بالمصريين ومصر للهاوية.
حاولت أن ألخص لكم بعضا من محطات تلك المرأة التى لن تتكرر فى التاريخ الاجتماعى والسياسى المصرى والتى سطر التاريخ اسمهابحروف من نور جعلت زوجات حكام ووزراء وأبناء مصر ينظرون لها بعين التقدير ويعتبرونها نموذجا لهم ولا يخجلون من البوح من ذلك وكانوا يتسابقون لنيل رضاها، حيث كانت كريمة لأبعد الحدود وسيدة مجتمع من الطراز الأول وسيدة منزل كما قالت لى إحدى صديقاتها ولا أروع ومجاملة لا تنسى أعياد ميلاد وزيجات ومناسبات الفرح والحزن للجميع وتتصل بالجميع فتشعر كل واحد أنها الأقرب لها وكأنما لا تحدث سواها.
امرأة عاشت داخل سطور التاريخ وهو يسطر حروفه وها هى الصور النادرة من حفلات عيد ميلادها مع تلك الأسماء اللامعة وزوجات وحكام مصر، فهى أول معيدة بالحقوق وأول أستاذة قانون دولى وأول من رفعت دعوى تطالب بأن تكون المرأة قاضية وأول من عارضت اختصاصات رئيس الجمهورية وأول وزيرة تتولى وزارتين معا وأول سفيرة كامرأة وأول وزيرة تستقيل من منصب وأول امرأة تتصارع زوجات حكام مصر على حبها وكسب احترامها.
شهيرة النجار