من أفضل ما وجدته مكتوبا هو ما نشره الكاتب الصحفي الكبير أحمد النجار عن ذكرياته مع المطرب الراحل علاء عبد الخالق
وكانت سطورا صادقة وجديدة جدا
وقبل نشرها أودّ تذكير الجيل الذي لايعرف الراحل أنه كان واحدا من فرقة اختارها الراحل عمار الشريعي اسمها فرقة الأصدقاء كسرت الدنيا في الثمانيات وكانت شرائطها تنفد فور صدورها وتذاع يوميا علي محطات الإذاعة المصرية مثل أغنيات الحدود من أجمل ما كتب ولحن وغني لمصر والحنين لها وأغنية الموضة
ثم انفصلت الفرقة التي كانت تضمه مع حنان ومني عبد الغني وشق كل منهم طريقه
أتذكر أفضل أغاني الراحل المفضلة لي مكتوب ياحبيبي. وهذه الأغنية كانت صاروخ التسعينات تم تصويرها بطريقة كليب الأفلام علي مشاهد من فيلم بودي جارد الأمريكي وكان وقتها الفيلم أيضاً مكسر الدنيا. لتكون أول أغنية مصورة بهذه الطريقة وبعدها صارت موضة أغنية والتصوير مقاطع من أفلام قديمة في شكل قصصي رومانسي معبر عن الكلمات والحالة
كتب الاستاذ أحمد النجار::
شاء القدر أن تجمع صداقة وطيدة بين والدي عليه رحمة الله والحاج عبد الخالق والد المطرب الراحل علاء عبد الخالق عليهما رحمة الله فقد كان والدي إماما لواحد من أكبر مساجد منطقة العرب بعين شمس وكان الحاج عبد الخالق من مرتادي المسجد وكانت تجمعها جلسات طويلة رواها لي والدي مرارا وتكرارا و كثيرا ما كان يمر عليهما علاء الذي كان يحرص علي زيارة والده الذي كان يعيش في شقة بجوار المسجد بعد تقاعده ورحيل والدة علاء مبكرا ورغم زواج الأب بعد رحيل الأم لم يهمل الإبن والده بل كان حريصا على زيارته حتى رحيله أوائل الألفية وكان والدي والحاج عبد الخالق يتبادلان الأحاديث عن إبنيهما اللذان إحترفا العمل الفني بصورة أو بأخرى دون رغبتهما فسمع علاء إسمي من والده وسمعت أنا حكايات عنه قبل ان نلتقي وجها لوجه وفي عام ١٩٩٦ قادتني الظروف إلى الإنضمام إلي اللجنة الإعلامية لمهرجان القاهرة الدولي للأغنية بعد دعم كبير من صديقي الأستاذ سعيد جمال الدين سرحان
وهو المهرجان الذي كان مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات ينظمه و يستضيف فعالياته و حفلاته التي كتبت شهادات ميلاد عدد كبير من نجوم الغناء العرب مثل كاظم الساهر وغيره وكان علاء عبد الخالق في هذه الفترة واحد من أهم نجوم الأغنية المصرية الجديدة وكان من الطبيعي إن يكون أحد نجوم حفلات الحديقة الصينية بالمركز والتي تم تخصيصها لنجوم الأغنىة الشبابية وهو المصطلح الذي إلتصق بنجوم تلك الفترة ومنهم علاء وخلال إجتماعات اللجنة الإعلامية كنا نتناقش في موضوعات وحوارات النشرة الصحفية التي ستصدر على هامش المهرجان ويترأس تحريرها الكاتب الصحفي الكبير الراحل الأستاذ حلمي سالم مدير تحرير مجلة الكواكب عليه رحمة الله
وضمت هيئة تحريرها مجموعة من نجوم الصحافة الفنية
مثل الأستاذ محمود حسونة الكاتب الصحفي بالأهرام والأستاذ نادر أحمد نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية وزملاء كبار أخرين
وتم توزيع حوارات النجوم علينا وكان حوار علاء عبد الخالق من نصيب الأستاذ سعيد جمال الدين وفوجئت به يدعونني لمشاركته الحوار وحدد موعدا مع علاء وذهبنا سويا إلي شقة علاء في أحد الشوارع المتفرعة من شارع عباس العقاد بمدينة نصر وبمجرد وصولنا وجدنا علاء في إنتظارنا وبعد الترحيب والانتهاء من الحوار بدأنا في جلسة إخري نتحدث في أمور فنية عديدة وتطرقت بالحديث إلي الجزء الخفي في حياة علاء فإذا به يسألني إنت عارف الحاجات دي منين فقلت له أنا عارف عنك كل أسرارك من جلسات والدينا فقال لي إنت أحمد بقى قلت له إه قال لي ده والدي كان يحدثني عنك كثيراً من كلام والدك وإستمرت العلاقة يغلفها الود حتى زمن بعيد إختفي خلالها علاء تماماً وعاد إسمه يتردد مرة إخري فيما بعد مع زواج إبنه حكم من إبنة الكابتن محمود الخطيب ثم قراره العودة للغناء من خلال حفلات الساقية والمراكز الثقافية وفي عام ٢٠٠٩ كنت أشتري ملابس من أحد محلات مخيم اليرموك بمدينة دمشق السورية ورن هاتفي المحمول الذي كانت نغمته مقدمة رائعة علاء عبد الخالق الحب ليه صاحب فإذا بالشاب البائع يبدي إعجابه بالنغمة و يقول لي هذه أغنية علاء عبد الخالق وعند عودتي أبلغته بما حدث معي في سوريا وكان سعيداً بإنتشار أغنياته وإستمرارها مع الجمهور العربي.
تأثير علاء الموسيقي كان عظيماً وأعتقد أنه يستحق منا وقفات ودراسات فهو من أوائل الأصوات التي لحن لها الراحل أحمد منيب وهو أيضاً الذي أجبر بصوته المخرج الكبير شريف عرفة على خوض تجربة إخراج الفيديو كليب.
رغم سنوات الإختفاء والإبتعاد والإنزواء الطويل التي إتخذها علاء مسارا لحياته إلا أنك لا تشعر أبدا بغيابه فقد شكل بصوته و أغنياته جزءا مهما من حياتنا نعود إليه كلما صارعتنا أمواج الحياة وحاولت أن تنتزع منا ذكريات أيامنا الحلوة وحكاياتها .
شهيرة النجار