الخميس, أبريل 25, 2024
الطريق الي الله

الحلقة السادسة: من أولياء الله الصالحين بالإسكندرية الحافظ السلفي

شارك المقال

هو الإمام الحافظ أبو طاهر عماد الدين أحمد بن محمد بن أحمد الأصفهاني. ولد رحمه الله بأصفهان سنة 470 هـ وأخذ العلم بها عن والده ومعاصريه بها ثم رحل لطلب العلم فدخل بغداد ومكة والمدينة ودمشق وصور والقاهرة ثم استقر بالإسكندرية ومكث بها حوالي خمسة وستين عاماً يدرس العلم للناس. وقد وصفه الحافظ السيوطي بقوله: كان إماما متقنا ناقداً ثبتا دينا خيرا انتهي إليه علة الإسناد، وروي عنه الحافظ في حياته، وقال عنه الإمام آبن الجزري: هو حافظ الإسلام وأعلي أهل الأرض إسنادا في الحديث والقراءات مع الدين والثقة والعلم.

وقال عنه الحافظ تقي الدين السبكي: كان حافظاً جليلاً وإماما كبيراً واسع الرحلة دينا ورعا حجة ثبتا فقيها لغويا انتهي إليه علو الإسناد مع الحفظ والإتقان.

وقال عنه الحافظ عبد القادر الرهاوي سمعت من يحكي عن الحافظ ابن ناصر أنه قال عن السلفي: كان ببغداد شعلة نار فى تحصيل الحديث، وكان له عند ملوك مصر الجاه والكلمة النافذة مع مخالفته لهم فى المذهب، لا تبدو منه جفوة لأحد، ويجلس للحديث فلا يشرب ماء ولا يبصق ولا يتورك ولا يبدو له قدم، وقد حضر عنده بالأسكندرية السلطان صلاح الدين الأيوبي لسماع الحديث منه فجعل السلطان صلاح الدين يتحدث أثناء الدرس مع أخيه توران شاه فزجرهما وقال للسلطان وأخيه: إيش (ما هذا) نحن نقرأ الحديث وأنتما تتحدثان؟ وظل طوال إقامته بالإسكندرية لا يخرج إلي بستان ولا فرجة بل عامة دهره ملازما مدرسته وما كان يدخل عليه أحد إلا رآه مطالعاً فى شئ. وكان حليما متجملاً أمرا بالمعروف ناهياً عن المنكر.

وكان لأهل الإسكندرية ثقة كبيرة به لصلاحه وورعه وتقواه وبركته فى شفاء المرضي. وكان إذا أشتد الطلق بالمرأة عند الوضع يقصده أهلها فيكتب لهم ورقة يعلقونها عليها فتلد فى الحال بإذن الله ولا يعلمون ما هو مكتوب فيها، فلما سئل عما هو مكتوب فيها قال: كتبت فيها (اللهم إنهم طنوا بي خيراً فلا تخيبنا ولا تكذب ظنهم).

وكان محباً لجمع الكتب الدينية واقتنائها، وله مؤلفات جمة منها معجم السفر، المشيخة البغدادية، والأربعون البلدانية، والأماني الحديثية، والفضائل الباهرة في محاسن مصر القاهرة، وغير ذلك من مؤلفاته. وقد أخذ عنه الجم الغفير من علماء المشرق والمغرب منهم الإمام القاضي سند بن عنان والقاضي عياض (أجازة مكاتبة لأن عياضا لم يرحل من المغرب) وأبو القاسم خلف ابن عبد الملك بشكواك والحافظ أبو الحسن شرف الدين على المقدسي وغيرهم.

توفي رحمه الله يوم الجمعة خامس ربيع الآخر سنة 576 هـ وعمره 106 عاماً وقبره بجوار القاضي سند بن عنان غير أنه غير ظاهر.

شهيرة النجار

Welcome to حكايات شهيرة النجار

Install
×