ما حدث فى كنيسة القديسين بالإسكندرية وتناولته وسائل الإعلام المصرية يستوقفنى عند سؤال، لماذا الهتاف ضد محافظ الإقليم بإقالته؟ فالمؤامرة واضحة خيوطها بأياد خارجية خفية فلا يخفى على أحد تهديد تنظيم القاعدة فى العراق منذ شهرين بأن الخطوة المقبلة فى كنائس مصر ثم منذ 7 أيام تجدد ذلك التهديد، عادل لبيب شهد وعاصر أحداثاً كثيرة بين الأقباط والمسلمين فى محرم بك وأحداث شارع 45 ويعرف جيداً كيفية التعامل مع هذه الأحداث، ولكنه لم يقصر ولا ذنب له فى هذا الأمر، إن العلاقة بين مسلمى ومسيحيى الإسكندرية تختلف عن أى علاقة أخرى بين المسيحيين والمسلمين فى أنحاء مصر فالإسكندرية مدينة بوليتانية احتضنت كل الأجناس والديانات وهضمتها لذا تجد مسلمو ومسيحيو المدينة نسيجاً واحداً.
وشارع خليل حمادة الذى تقع فيه كنيسة القديسين وكذلك مسجد الشارع المواجه له تماماً مثل مشهد تواجد الكنيسة أمام الجامع فى فيلم حسن ومرقص لعادل إمام وعمر الشريف يوقفنى عند اسم شارع خليل حمادة فمن هو؟ هو جد المهندس أحمد حمادة رئيس نادى اسبورتينج السابق وكان خليل حمادة وزيراً للأوقاف فى 1900 عندما كانت الوزارة تؤلف فى اسطنبول وتوفى 1910 وأنجب ثلاثه أبناء “جواد حمادة” وهو كان أول من أنشأ قسم العظام بكلية طب الإسكندرية وشارك والد الدكتور عصمت عبد المجيد فى إنشاء مستشفى المواساة الحالية إحدى علامات الطب فى الإسكندرية، وأنجب جواد اثنين الدكتور جواد حمادة استاذ العظام بكلية طب إسكندرية وهو الأصغر والراحل من ثلاثة أعوام تقريباً والمهندس أحمد حمادة رئيس نادى اسبورتينج السابق، أما الابن الثانى لخليل حمادة هو عبد الرحمن حمادة الذى أنشأ مصانع المحلة الكبرى ومصانع الحرير الصناعى وكان يعمل فى الأصل مهندساً ببنك مصر وقت أن كان بنك مصر يبنى المشروعات بمصر، ولم يتزوج، أما الابن الثالث لخليل حمادة فهو محمد حمادة شارك فى إنشاء مصانع النشا والخميرة ومصانع السيارات وعدد من المصانع الأخرى تبلغ 6 مصانع وأنجب حسين الذى شارك والده فى أحدمصانع فرش البويات ثم هاجر إلى كندا وأقام مصنعاً للأيس كريم هناك وعاد لمصر بعد سنوات ليتوفى فى 1996. يعنى أولاد خليل حمادة الثلاثة أياديهم بيضاء فى كل ربوع مصر وفى إنشاء مصانع ومستشفيات وكلها علامات وأجزاء من تاريخ مصر خدمت الكل مسيحيين ومسلمين، نسيت أن أقول إن الابن الثانى لخليل حمادة جواد له ابنة هى “قسمت” متزوجة من حاتم أباظة.
شهيرة النجار
