ولد رضي الله عنه في 16 محرم عام 1322 هـ بتكيه الساده القادريه بشارع جامع الشيخ إبراهيم باشا بالمنشية بالإسكندرية وتربي في هذا البيت على يد والده العلامة الشيخ محمد حلمي القادري والتحق في صباه بمدرسة جامع الشيخ إبراهيم باشا التي كانت تدرس بها العلوم الدينية مثل علوم الأزهر الشريف. وتبحر في المذهب الحنفي وأخذ الطريقة القادريه عن والده وبعد وفاة والده تصدر لنشر الطريقة القادريه بمدينة الإسكندرية، وكان رحمه الله وافر الفضل، ليس بالقصير ولا بالطويل أبيض الوجه له لحية قد بيضها الشيب جهوري الصوت، مرتلا للقرآن أحسن ترتيل، لا يحب إلا في الله ولا يبغض إلا في الله دائم النصح لمن يعرفه من الناس يفرح لفرحهم ويحزن لمصابهم ساهراً على مصالح أخوانه يسره شريف الخصال وجميل الفعال كثير الجود والكرم.
ومن كلامه (ثمره العقل حسن الاختيار ودلالته صحبة الأخيار) وكان يقول (الصاحب كالرقعة في الثوب إن لم تكن منه شانته) ومن مؤلفاته كتابه (جلال الحق في كشف أحوال شرار الخلق) وقد أهداني نسخة منه كتب عليها بخطة الجميل (هديه إلى الشاب السالك الفالح والمجد الصالح إبراهيم أحمد شحاته أبقاه مولاه أمين) وكتاب (صحاح الأنباء في العدوي والوباء) وكتاب (السير والسلوك إلى ملك الملوك) وكتاب (التحفة الحلمية) وكتاب (تحفة الإخوان فيما يتعلق بصوم رمضان) وكتاب (معارج الحقيقة في الرابطة عن أهل الطريقة) وعلق على كتاب (سهام الإصابة في الدعوات المستجابة) للحافظ السيوطي وكتاب (القرب في محبة العرب) للحافظ العراقي وغير ذلك من المؤلفات.
وكان مشهوراً بإجادة الشعر وأكثر شعره في مدح النبي ﷺ وهو من ذرية العارف بالله الشيخ عبد القادر الجيلاني الحسني وتوفي في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المعظم سنة 1390 هـ الموافق 25 نوفمبر سنة 1970 م وهو يصلي بإخوانه صلاة التراويح حيث خرجت روحه إلى بارئها وذلك ف الركعة الثانية عشرة بعد التشهد الأخير. وصلي على الشيخ يوم الخميس السابع والعشرين من رمضان ودفن في مسجده الذي بناه بشارع الساده القادريه بالسيوف البحرية برمل الإسكندرية.
شهيرة النجار